Sirat Mustaqim
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Noocyada
وأيضا فالمختار المحبوب قد يكون شريرا والمعزول المكروه قد يكون خيرا لعدم اطلاع الأمة على البواطن قال الله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا على أن الأمة اجتمعت على قول أبي بكر على المنبر وليتكم ولست بخيركم فإن استقمت فاتبعوني وإن اعوججت فقوموني وروى الطبرسي في احتجاجه قوله إن لي شيطانا يعتريني فإذا ملت فسددوني ومن احتاج إلى الرعية فهو إلى الإمام أحوج وانعقد الإجماع على أن الإمام لا يحتاج إلى إمام آخر وإلا لزم الدور أو التسلسل.
قالوا إنما قال ذلك لأجل المشورة وقد قال الله تعالى لنبيه وشاورهم في الأمر قلنا مشورة النبي لم تكن لأجل احتياجه إلى رعيته لأنه كامل وبالوحي مؤيد وإنما المراد بها استمالة قلوبهم ولهذا قال تعالى فإذا عزمت فتوكل على الله ولم يقل فإذا أشاروا فافعل ولأن في المشورة إظهار نفاق المنافقين لأجل التحرز منهم كما قال تعالى ولتعرفنهم في لحن القول وقد قال تعالى يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ونحوها كثير.
وأيضا فقوله لست بخيركم إن كان صدقا فالخير أولى منه وإن كذبا لم تصلح الإمامة لكاذب لعدم الوثوق به.
إن قالوا قال ذلك تخشعا وكراهة لمدح نفسه قلنا النبي أولى من ه بذلك ولم يقل أرسلت إليكم ولست بخيركم بل قال أنا سيد ولد آدم.
إن قيل فعلي(ع)في نهج البلاغة تمنع بعد قتل عثمان من الإمامة لما أتوا إليه فيها وذلك مثل قول أبي بكر أقيلوني قلنا تمنعه لعلمه بعدم
Bogga 79