Sirat Mustaqim
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Noocyada
تعالى لنبيه ليس لك من الأمر شيء فكيف يكون للرعية الجاهلة من الأمر شيء قل إن الأمر كله لله والإمامة من أعظم الأمور وأهمها فإلى الله فعلها لعدم علم الخلق بمحلها ولو جاز لهم نصب الإمام الذي هو سبب في الأحكام جاز لهم وضع الأحكام الصادرة من الإمام لأن علة السبب علة المسبب ولو كان لهم وضع الأحكام لم يكن الأمر كله لله وقد اختار آدم أكل الشجرة فعصى وغوى واختار موسى قومه فجاء على الأفسد اختياره ونبينا شاور الصحابة في الأسرى فاختاروا الفداء وصوبه النبي فقال الله ما كان لنبي أن يكون له أسرى فإذا كانت سادات الأنبياء مع علو قدرهم والمواد المتصلة من الله إليهم وقعت المفسدة في اختيارهم فما ظنك برعيتهم.
وأيضا فإن إمام الأنام من نصبه الإمام فلو نصبته الرعية كانت إماما للإمام ولو صح ذلك لزم خرق الإجماع المنعقد على اتحاد الإمام ولزم الدور لأنه يكون مأمورا منهم وآمرا لهم.
إن قلت لا دور لأن أمرهم له بأن يقوم فيهم وأمره لهم بما فرض الله عليهم قلت قد ذهب جماعة من الأصوليين إلى أن الأمر بالأمر أمر فيعلم أن من أمر الإمام بالقيام ومن جملة قيامه أمر الآمر بالمفروضات لزم منه كون الآمر بنصبه آمرا لنفسه ضمنا.
قالوا يدل على جواز الاختيار
قوله(ع) إن وليتم أبا بكر وجدتموه قويا في دين الله ضعيفا في بدنه وإن وليتم عمر وجدتموه قويا في دين الله قويا في بدنه وإن وليتم عليا وجدتموه هاديا مهديا
قلنا إذا سلمنا صحة الخبر فلا يدل على صحة الاختيار والقوة في الدين لا توجبه مع أن غيرهما أقوى
Bogga 74