Sirat Mustaqim
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Noocyada
السامة من جملتها ولأن الطاعن في الخبر يمكنه الطعن في رجاله إلا ما اتفق عليه الفريقان واختص به المخالف من العرفان أو تلقته الأمة بالقبول فإن الطاعن لا يمكنه مع الإنصاف أن يحول عنه ولا يزول إلا أن يعاند الحق وينكر الصدق ولا غرو لمن ميلته الدنيا إلى زخاريفها أن يجحد ما دلت عليه الأخبار ومعارفها ولذلك أنكر كثير من علماء الجمهور بعد عرفانهم كثيرا من الأمور فقد ورد في خبر الغدير وأسانيد الطوامير قال ابن شهرآشوب قال جدي سمعت الجويني يقول شاهدت مجلدا ببغداد في رواة هذا الخبر مكتوب عليه المجلدة الثامنة والعشرون ويتلوها التاسعة والعشرون وغير ذلك من الطرق الموضوعة فيه والكتب المبنية عليه فلما لم يمكنهم الطعن في متنه مالوا لأجل دنياهم إلى تأويله وأرضوا ملوك الظلمة عن تحصيله فلذلك أسقط الله شأنهم وسقط عليهم ما شانهم.
لو لا التنافس في الدنيا لما قرئت
كتب الخلاف ولا المغني ولا العهد
موتى الخواطر يفنون الدجى سهرا
يمارسون قياسا ليس يطرد
يحللون بزعم منهم عقدا
وبالذي حللوه زاده العقد
نعوذ بالله من قوم إذا غضبوا
فاه الضلال وإن حاققتهم حقدوا
فائدة
سأل معتزلي الشيخ المفيد عن المقلدين من الشيعة إن كانوا كفارا لم يدخلوا الجنة إلا علماؤهم وهم قليلون جدا وإن لم يكونوا كفارا ذهبت فائدة ما يبحثون فيه عن الإمامة فأجاب بأن منهم جماعة كالبوادي والعوام لم يكلفوا النظر الدقيق ولهم على عملهم أعواض يعاقبون على معاصيهم عقابا منقطعا أما من له قوة الاستدلال فمخلد في النار لتقصيره ونمنع قلة علمائنا فإن المعرفة قريبة يوصل إليها بأدنى فكر.
Bogga 12