Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Noocyada
في ثلاثين فصلا
تأليف
شوقي عبد الحكيم
الجزء الأول
مقدمة الجزء الأول
الملوك التباعنة
خلال إقامتي في بريطانيا التي امتدت نحو ثماني سنوات، كنت أتردد خلالها على مكتبة المتحف البريطاني، عثرت على مخطوطة هذه السيرة الملحمية الكبرى «للملوك التباعنة» الذين ورد ذكرهم بالقرآن الكريم بضع مرات، ولا نعرف عنهم شيئا، إلى أن وقعت هذه السيرة بين يدي، فعكفت على دراستها، وتعرفت من خلالها على ذلك التاريخ الغابر لأقوام وكيانات وقبائل جنوب الجزيرة العربية في اليمن ودول الخليج وعدن وحضرموت وسبأ وذي نسور، لسير الملوك التباعنة الذين كانت لهم حضاراتهم الغابرة أو المندثرة، جابوا ربوع الشرق الأقصى وأواسط آسيا، ووصلت جحافلهم حتى تخوم الصين، وأوصلوا التعريب إلى مناحي القارة الآسيوية، متضمنة: شبه القارة الهندية وأفغانستان، والباكستان، وتركستان وأذربيجان وبلوخستان، وعشرات الكيانات الإسلامية التي تنتهي بما هو متعارف عليه بكلمة «ستان» داخل منظومة الاتحاد السوفييتي القديم، كما نجدهم في الشيشان وغيرها.
ومن هنا - وبلا جدال - كان التعريب أسبق من الإسلام، بل هو الذي مهد الطريق له ليواصل فتوحاته وانتشاره في المشرق والمغرب، وعلى رأس من لعبوا واضطلعوا بهذا الدور هم ملوك التبابعة أو «التباعنة» الذين كان يحلو للتبع منهم القول: «قد دعتني نفسي أن أنطح الصين.»
وبالفعل كان يعد الجيوش الزاحفة إلى تخوم الصين، ويواصل فتوحاته داخلها، وهو ما كشفت عنه الحفائر الأركيولوجية التي أثبتت، بما لا يترك مجالا للشك، وصول تلك الأقوام العربية المحاربة إلى تلك البلاد الموغلة في البعد، والتي خلفت آثارها وتراثها الحضاري والإثني في هذه البلاد، ويكفي القارئ معرفة أن من بين أولئك الملوك «التباعنة» «بلقيس ملكة سبأ» ومعاصرتها للملك الحكيم سليمان بن داود، وهذا في أحقاب لاحقة، كما يكفي معرفة أن حضارات بكاملها كانت موجودة ومتعارف عليها حفريا في ربوع الشام وفلسطين، وتعرف باسم «تدمر» وهو اسم إحدى الملكات اللائي ينتمين للملوك التباعنة، فهي ابنة حسان اليماني المتعارف عليه شعبيا باسم «ذو اليمنين» وهو ما كان يطلق عليه.
كما أن من بين أولئك الملكات المنتميات أيضا للملوك التباعنة الملكة المعروفة: «زانوبيا» التي قاومت الإمبراطورية الرومانية طويلا إلى أن وقعت في الأسر وسحبت كأسيرة هي وعرشها إلى روما في حوالي عام 200 قبل الميلاد.
Bog aan la aqoon