Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Noocyada
فيملك في بلاد الشام بعده
يجلب الماء من أقصى البلاد.
وهو ما حدث في أعقاب مقتل التبع حسان، وتشتيت فصائل بني ربيعة التغلبيين لجيش الملك حسان من اليمنيين، إلى أن اتخذ كليب مكانه، معلنا نفسه على رءوس الأشهاد أنه «التبع الجديد» مشهرا رأس التبع الغازي حسان، وعقد قرانه على حبيبته «الجليلة بنت مرة» التي قاسمته مخاطرة ما أقدم عليه، متسميا بكليب «ملك العرب والعجم».
لكن ما إن تواتر خبر مقتل الملك التبع حسان اليماني وشاع، من موطن إلى آخر ووصل أسماع عمته «الشاعرة البسوس»، حتى شقت ثيابها من هول النبأ الفادح وجسامته، وهي التي لم تبرأ بعد مما حدث وألم بوالدهما - التبع أسعد - وانتهى بموته كمدا وغما واندحارا.
هنا تخلت البسوس عن كل شيء حتى ذلك الغلام الصغير الذي كانت انتزعته من أمه الحجازية زوجة «عمرو» عقب قتل أخيه حسان له، والملقب بذو اليزن.
وقررت من فورها المناداة في أقوامها اليمنيين بالانتقام وأخذ الثأر، من التغلبيين والفلسطينيين وآل مرة - اللبنانيين - في آن واحد، بل ومن كل الذين دبروا تلك المؤامرة الغادرة على ذلك النحو الغادر الأليم. - يا للدناءة، يا لثارات حسان!
وعلى الفور قرعت طبول الحرب والانتقام العملاقة - الرجروج - على طول أقوام اليمن والخليج العربي، معلنة الخبر الفادح، والاستعداد للخروج والقتال انتقاما لدم التبع المسفوح على ربى دمشق وبيروت والبقاع.
وحين حاول «ذو اليزن» الصبي، الإلمام بما جرى، وأخبرته عمة أبيه البسوس نادبة الحدث، أبدى الصغير استعداده لمصاحبتها في حربها.
إلا أن البسوس نكبت أكثر حين جاءتها الأخبار بما حدث لجيش التبع وفيالقه التي نجح التغلبيون في إفناء بعضه، وتشتيت الجزء الأكبر منه، في أكبر كارثة انتقامية تعرض لها عرش التباعنة، منذ التبع حميد بن عبد شمس الملقب بسبأ.
وهكذا لم يعد يجدي الإسراع بإعداد ما يلزم من عتاد وسفن إبحار، قادرة على الردع، قبل أن يبرد ويجف دم التبع القتيل بين قبائله وأقوامه.
Bog aan la aqoon