Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Noocyada
وهكذا تفرغ التبع الغازي لمحاربة التغلبيين من بني ربيعة فشتت فلولهم في السهول والوهاد، مجندا كل طاقاته وأياديه الطولى للحاق برأسهم المدبر، وهو الأمير ربيعة وولده الأمير كليب.
فلم يهنأ للملك حسان بال، ما دامت بذرة المقاومة ما تزال مستعرة ممثلة في ربيعة وابنه الأكبر كليب، ومن حولهما الرافضون
1
لعدوانه المتسلط على بلادهم.
إلا أن التبع تمكن من أسر «ربيعة» والد كليب، حين أمر رجاله بإلقاء القبض عليه «ومن معه من بني قيس الطناجير، فقيدوهم في الحديد والجنازير، وشنق الأمير ربيعة وصلبه على بوابات دمشق».
وأمر حراسه وعيونه بإلقاء القبض على من يبكيه مصلوبا، أو يرثيه ببيت أو شطر من شعر.
عندئذ فقط وبعد تخلصه من رأس المقاومة وهو الأمير التغلبي «ربيعة»، «صفا بال التبع حسان، فشيد لنفسه قصرا حصينا مرتفع البنيان، جعل أبوابه من الذهب والفضة.»
وهكذا استرخى طويلا وعن رضاء معتليا كرسي التباعنة العظام، لا يشغل باله سوى البحث والغوص في مختلف اللذائذ التي تفيض بها وتطرحها بلاد الشام وفلسطين؛ أرض اللبن والعسل.
وهو ما لم يرض عنه أبدا وزيره الحكيم «حنظلة»، الذي كثيرا ما تسلل إليه بالنقاش بهدف محاولة إثنائه عن الاسترخاء الذي أصبح فيه التبع حسان، فمن الأفضل وبعد تحقيق هدف الحملة، العودة إلى ربوع اليمن والجنوب العربي، على ألا تغيب العيون الساهرة على الحفاظ على ذلك الفتح وتعزيزه في هذه البلاد والوهاد.
بل لقد توسل الوزير حنظلة لتعزيز رأيه ذاك بعمته البسوس، التي رجحته إلى حد أنها كررت عليه طلب العودة إلى ربوع اليمن، ولكنها عبثا حاولت لإصراره على عدم العودة.
Bog aan la aqoon