Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Noocyada
ودون علم منه قررت الزوجة الحزينة حمل وحيدهما الرضيع «ذو اليزن» وزيارة أخيه الأكبر - تبع حسان - وإبلاغه بما وصلت إليه حالة أخيه الأصغر عمرو، الذي أصبح معلولا شاحب الوجه لا يقوى على مجرد المشي أو الكلام.
حتى إذا ما استقبلها التبع الجديد وعلم بما انتهت إليه حالة شقيقه الأصغر المعلول، تضاعفت همومه وعصفت به أحزانه الدفينة من جديد، إلى حد أنه مضى في ثورة غضبه يمزق حلته الملكية وتاجه وأرديته وهو يطؤها بقدميه الاثنتين كمثل مخبول على مرأى من حرسه وحجابه وأهل بيته.
ولم تفهم الزوجة الوادعة سبب انفلات ثورته على هذا النحو، دون أن يقدم على قرار زيارة أخيه أو استدعاء طبيب مداو قادر على شفاء علله.
فما كان منها سوى البكاء دفاعا عن زوجها عمرو فهو ليس خائنا أو متآمرا. - فلماذا يتآمر الجميع عليه؟
وهنا لم يجد حسان له مهربا، سوى امتطاء حصانه والتوجه إلى «جبل ضهر» واقتحام غار سيدته الدموية تلك، وإعادة طرح قضية أخيه عليها، وكيف أنه الآن طريح الفراش يعاني سكرات الموت. - أجل الموت المحقق.
واجهها محتدا جاثيا على ركبتيه: كل ما أطلبه منك، هو إعفائي من الوصية.
قالت مشيرة إلى يديها الاثنتين: لا أملك.
سألها: وإذا ما انقضى أجل عمرو؛ أخي؟
أجابت في حزم: لا مكان لك في إرث التباعنة.
اندفع غاضبا لا يلوي على شيء خارجا، إلى أن قفز هائجا على ظهر حصانه، نازلا متعرجات جبل ضهر ومسالكه، ودقات الدفوف العنيفة تجيئه مهيجة لكل حواس وكأنها صادرة من رأسه ذاتها.
Bog aan la aqoon