Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Noocyada
وظل حسان هكذا أياما امتدت لشهور لا يذوق للنوم طعما، بل بدا هزيلا إزاء مهماته كتبع وريث لعرش التباعنة القساة القلوب والسواعد والأطماع.
هكذا بدا حسان في نظر نفسه وسيدة «جبل ضهر» التي لها على الدوام الكلمة العليا، على حد قول والده تبع أسعد، قبل أن توافيه منيته. - في كل ما تقول لك سيدة جبل ضهر، اسمع لقولها. - كيف ... أخي؟
وتعمد حسان عدم الالتقاء بأخيه عمرو، والتطلع في حدقتي عينيه كمثل مذنب أثيم، بعد أن صادفه للحظة على عتبات مغارة جبل ضهر، إلى أن حانت لحظة التقائه به حين تسلل إليه عمرو بنفسه عن طريق عمته البسوس التي لم يكن يرجئ لها مطلبا.
فتقدم منه عمرو متضرعا معاتبا في حنو؛ سائلا: لماذا تخفي نفسك عني، هل حدث مني ما يسيء يا أخي حسان؟
فما كان من حسان إلا أن انتفض واقفا معانقا شقيقه الأصغر، متحسسا بيده اليمنى مكمن خنجره.
متراجعا: حبيبي عمرو، أنت في عيني، أنت حدقة عيني.
بل إن حسان أثقل على عمرو بالرجاء في أن يتقدم ليأخذ مهام الملك الجديد بدلا منه.
عندئذ بكى عمرو على صدر أخيه الأكبر حسان أحر البكاء وأشقه، متصورا أن أخاه الأكبر إنما يفتقد ثقته ويتخيله طامعا في حكم حمير، وهو الذي يحفظ له كل تقدير وإعزاز مدى العمر.
وحاول حسان جاهدا إفهام أخيه ثقل ما هو فيه وما يجثم على كاهله، ولكن دون جدوى إلا أن «عمرو» بدا كمثل ضحية وديعة مستسلمة تأخذ طريقها إلى محرقتها صاغرة. - أنت أخي ... أخي.
وتعقد الموقف بين الشقيقين، وهو الموقف الذي كانت عمتهما «البسوس» تنتظر نتائجه بفارغ الصبر، من خلف خبائها داخل أستار قصرها الذي جرى فيه اللقاء بين الملك حسان وأخيه الأصغر. كانت البسوس مثلها مثل سالف التباعنة لا شيء يعنيها في ذلك العالم الواسع سوى الاستبداد وغاياته في حكم تلك القبائل المترامية على شواطئ الخليج العربي والجزيرة واليمنين.
Bog aan la aqoon