Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada

Shawqi Cabd Hakim d. 1423 AH
175

Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Noocyada

واستقبل شامة، وهو يجيئها جاثيا محملا بثمين هدايا «عرش يهوذا» من ذهب وجواهر ومال لها ولزوجها. - ملكنا الحكيم الملك التبع، أبو الأمصار.

وتقبلت شامة هدايا ملك الحبشة - مقلقل الأصغر - شاردة مفكرة مسترجعة في رأسها ومخيلتها أحداث تلك الرحلة السابقة الخطرة الطويلة، بين بلادها - الموالية للعرب - وبين الحبشة وملكها السابق - سيف أرعد - وكيف شاركت هي في ذبح ابنه - مع سيف - داخل قلعة الجبل ليلة الاحتفال بعروس النيل التي كان مقدرا فيها ليلتها الاعتداء عليها وإغراقها في مياه النيل حية لحيتانه البحرية وتماسيحه وأفراس مائه.

تذكرت شامة كل ذلك طيلة رحلتها النيلية وهي شاردة ساهمة تتطلع عبر كوة سفينتها، وهي تشهد وتنصت لطرقات مجاديف النوتية، تضرب صفحة الماء الرصاصي اللون المطعمة بسياط فضية مبعثها ضوء القمر النصف المكتمل، منغمة على أصواتهم وغنائهم الشجي الجماعي المشبع بالأحزان.

تذكرت أحداث ومتعرجات رحلتها مع سيف بن ذي يزن، منذ أن تعودت على الاجتماع به مع مطلع شمس كل صباح ب «الكتاب الملكي» يتيما وحيدا مطاردا، يعيش حياته حذرا متوقدا يقظا لكل شاردة وواردة قد ترد من جانب الأحباش المتملكين لهذه البلاد.

فيا له من خطر محدق لا مهرب من أظافره المشهرة أن تتربى وتنمو ويشتد ساعدك على أرض الأعداء. - وعيونهم الراصدة ورماحهم المشهرة.

على حد تعبير سيف الذي كان شبلا أيامها، وهكذا تذكرت شامة وهي تغادر حدود وأطلال بلاد الحبشة التي دخلتها منذ فترة حاكمة، كزوجة لسيف بن ذي يزن وأم بكره. - دمر.

حاكم سوريا العليا - أو بلاد أشوريا - من قبل الملك سيف الذي غلبها الحنين لرؤيتهما معا كما في السابق؛ حيث كانت تطغى ضحكاتهما معا الصافية المبددة لمعاناة رحلة حبهما وكفاحهما، وكذا المصائد التي وقعا فيها معا، منذ آثرا الكفاح لتخليص بلادهما من عبودية سيف أرعد. - مبتكر حروب العطش والمجاعة. - كانت أيام!

زفرت شامة وهي تشرف - بذهبيتها - المحاطة بزوارق ومركبات الجند، على أهرامات مصر، وهي تسد الأفق. - أرض مصر.

يا له من حلم كثيرا ما استغرقها مع سيف أياما وليالي، وهما يحلمان معا بأن يتخذ يوما من أرض مصر العدية موطنا وموطئا لحكم بقية الأمصار، يا له من حلم ساخر!

انتبهت شامة فجأة مستطلعة. - ها هي أشرعة سفن الملك التبع سيف بن ذي يزن، تشق فضاء النيل.

Bog aan la aqoon