Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Noocyada
إلى أن تحقق حدسها الذي كانت قد تناسته في غمرة تجميع الجهود والطاقات العربية.
وذلك حين وصلتها الأخبار يوما بما حل بوالدها - ملك أفراح - الذي بدأ سيف أرعد انتقامه منه باقتحام عاصمة بلاده ومحاصرة قصره مطالبا بتسليمها هي - شامة - حية أو ميتة.
إلى أن تحقق من فرارها مع قاتل ابنه ووريثه ولم يشف غليله إلا بسياق والدها أسيرا عاري القدمين مقيدا عبر شوارع وميادين إثيوبيا، على مشهد من الجميع، وصلبه على بواباتها. - ذلك الأرعن شراب الدم!
صرخت شامة من أعماقها، ودون أن تذرف دمعة واحدة على عادة النساء، في مواجهة سيف اليزن، الذي تضاعف حبه وإكباره لها، وهو يضمها إلى صدره، عاقدا من فوره قرانه عليها في اجتماع بسيط هادئ ودون عرس أو صخب قائلا: في القريب العاجل سيحل عرسنا الحقيقي يا شامة، يا حبيبتي.
وكان يقصد بهذا يوم انتصاره على ملك الأحباش سيف أرعد. - حين يحين اليوم المنشود!
ولم تترك الأخبار الدامية لسيف بن ذي يزن، وعروسه شامة، متسعا من الوقت للارتواء من نهر حبهما القديم وزواجهما، بل سرعان ما تواترت أنباء توجه حشود جيش الأحباش، وعلى رأسه أرعد بنفسه ووزيره سقرديون، باتجاه العاصمة العربية - أحمرا - للانقضاض عليها وحصارها لحين استسلام ملكتها قمرية.
هنا زفرت شامة من أعماقها لسيف اليزن، وهما يتأهبان بدورهما إلى المسير والعودة إلى أفريقيا؛ قائلة في غل: وقبل أن تستسلم تلك الملكة قمرية ليسوقها أسيرة عارية القدمين والرأس في سلاسله وقيوده عبر شوارع إثيوبيا بنفس ما فعله مع أبي.
عندئذ رمقها سيف اليزن بنظره غائرة الأعماق والأبعاد، محاولا تفهم غرضها الأخير، فلم يكن قد سبق له أن حدثها قط عن ملكه أحمرا قمرية.
بل إن توالي الأحداث وصخبها استعدادا للحظة تجمع قرار المسير بنواة جيش حديث التكوين، دفعهم للزحف سريعا باتجاه شرق أفريقيا وأواسطها، ومواجهة جيش الحبشة وملكها. - وريث عرش يهوذا.
وهو قرار كان سيف بن ذو اليزن قد عقد الرأي على تأخيره كثيرا، وهو الأقدر بالطبع على معرفة مدى قوة الحبشة ورسوخها في مجاهل أفريقيا، مضافا إليه أيضا الدور العنصري - الدعائي - ضد العرب الساميين لونا وجنسا بل وحضارة من جانب أرعد، واصفا إياهم بالبدو الغزاة.
Bog aan la aqoon