Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Noocyada
3
ولعلني أسوق افتراضا بسيطا لا أعرف بالتحديد مداه، وهو أن باليمنين والجنوب العربي وعمان، توجد جبال نحاس هائلة، فهم يمتلكون إلى اليوم أكبر احتياطي نحاس في العالم كله، بمعنى أن العالم يمتلك جزئية صغيرة، ولكن الغالبية العظمى لاحتياطي النحاس في العالم ما زالت موجودة في اليمنين والجنوب العربي، بما ستكشف عنه الأبحاث المستقبلية، وهو ما كان يساعد على صناعة الأسلحة المستخدمة في ذلك الوقت من سيوف وخناجر ما تزال ماثلة إلى الآن.
4
خلاصة القول أن هؤلاء الملوك «التباعنة» هم أسلاف حضارة أكثر سبقا، وهي حضارة قحطان أو يقطان كما يذكر في العهد القديم، هي حضارة لا أغالي إذا ما قلت: إنها انتقلت مبكرا ربما منذ الألف الثاني قبل الميلاد إلى أمريكا الوسطى والجنوبية، وعرفت بنفس الاسم فيما بين المكسيك وبيرو، والملفت للنظر أن بها معظم الجسد الشعائري والعقائدي والفولكلوري أو التراثي - بعامة - للعرب، كما أن بها أهرامات يبدو أنها نقلت بكاملها من مصر، وربما هذا ما دعا أحد المستكشفين أو الرحالة النرويجيين منذ حوالي عشرين سنة إلى محاولة إثبات كيف انتقلت هذه الحضارة وبخاصة أهرامات مصر إلى أمريكا الجنوبية، وكان المقصود بها حضارة قحطان أو يقطان أسلاف الملوك «التباعنة».
أما بالنسبة لسيرتنا عن هؤلاء الملوك فتبدأ بإعداد الملك التبع «أسعد اليماني» لتسعة ملوك متحالفة تحت إمرته مثل أجاممنون في حرب طروادة متخذا قراره القائل: «قد دعتني نفس أن أنطح الصين.»
وهكذا واصل الزحف كملك الملوك - أجاممنون - إلى تخوم الشرق الأقصى والصين، إلا أنه وقع فريسة لخيانة أحد ملوك الصين، الذي أوعز إليه بالمساعدة وتعرف الطرقات والمسالك، بينما كان يضمر له خيانة كبرى أوقعت به وبجيوشه في الكثير من المآزق والخسائر حتى إنه فقد أربعة من أبنائه في تلك الغزوة، اعتاد كل مساء أن يحضر رءوسهم على صينية من الذهب الخالص مغطاة بالرماد ويظل يبكيهم نادبا قبل أن يأوي إلى فراشه.
وعندما تعرف على خيانة الملك الصيني استقدمه وقطع لسانه من دابره، ثم وضعه في قفص ضخم من الذهب الخالص وأجلسه مقربا من مجلس حكمه كما كان يتعامل معه من قبل في كل اجتماع من اجتماعاته، حتى مجالس حربه ليصبح بلا فائدة تذكر، فلا يتكلم أو ينطق وجعل منه عبرة للخيانة على هذا النحو، إلى أن قرر مجلس حربه العودة بالملك التبع أسعد اليماني والانسحاب من مجاهل الصين والرجوع إلى اليمن والجنوب العربي.
وقبل أن توافي المنية ذلك التبع المتجبر أسعد استقدم ابنه التبع الذي سيخلفه على عرش حمير وعلى التباعنة، وهو «حسان اليماني» الذي عرف في الوجدان الشعبي من المحيط إلى الخليج بذي اليمنين، قائلا له: لا تضجعوني فيضطجع ملككم، بل ادفنوني واقفا ليظل ملككم شامخا.
وهكذا دفن ذلك التبع السلف أسعد واقفا في أعماق الصخر.
وعادت الجموع إلى عدن وسبأ وذي النسور وحضرموت بعد أن وزعت الغنائم التي أشرفت عليها الكاهنة الأم الكبرى أو قائدة الجيوش التي كان لها ثلث المشورة، كما هو متفق عليه بالنسبة للكاهنات المحاربات كأثينا في حرب طروادة، والجازية في حروب الهلالية، وهي «البسوس».
Bog aan la aqoon