Taariikhdii Cumar bin Cabdul Caziiz sidii uu u weriyay Imaam Maalik bin Anas iyo Asxaabtiisa

Abu Muhammad Abdullah ibn Abd al-Hakam al-Misri d. 214 AH
119

Taariikhdii Cumar bin Cabdul Caziiz sidii uu u weriyay Imaam Maalik bin Anas iyo Asxaabtiisa

سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

Baare

أحمد عبيد

Daabacaha

عالم الكتب-بيروت

Lambarka Daabacaadda

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

Goobta Daabacaadda

لبنان

كتاب عمر إِلَى الْعمَّال فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَقَالَ عُثْمَان بن كثير بن دِينَار إِن عمر بن عبد العزيزكتب إِلَى بعض عماله أما بعد فَإِنَّهُ لم يظْهر الْمُنكر فِي قوم قطّ ثمَّ لم ينههم أهل الصّلاح مِنْهُم إِلَّا أَصَابَهُم الله بِعَذَاب من عِنْده أَو بأيدي من يَشَاء من عباده وَلَا يزَال النَّاس معصومين من الْعُقُوبَات والنقمات مَا قمع فيهم أهل الْبَاطِل واستخفي فيهم بالمحارم فَلَا يظْهر من أحد محرم إِلَّا انتقموا مِمَّن فعله فَإِذا ظَهرت فيهم الْمَحَارِم فَلم ينههم أهل الصّلاح نزلت الْعُقُوبَات من السَّمَاء إِلَى الأَرْض على أهل الْمعاصِي وعَلى المداهنين لَهُم وَلَعَلَّ أهل الإدهان أَن يهْلكُوا مَعَهم وَإِن كَانُوا مخالفين لَهُم فَإِنِّي لم أسمع الله ﵎ فِيمَا نزل من كِتَابه عِنْد مثله أهلك بهَا أحدا نجى أحدا من أُولَئِكَ إِلَّا أَن يَكُونُوا الناهين عَن الْمُنكر ويسلط الله على أهل تِلْكَ الْمَحَارِم إِن هُوَ لم يصبهم بِعَذَاب من عِنْده أَو بأيدي من يَشَاء من عباده من الْخَوْف والذل والنقم فَإِنَّهُ رُبمَا انتقم بالفاجر من الْفَاجِر وبالظالم من الظَّالِم ثمَّ صَار كلا الْفَرِيقَيْنِ بأعمالهما إِلَى النَّار فنعوذ بِاللَّه أَن يجعلنا ظالمين أَو يجعلنا مداهنين للظالمين وَإنَّهُ قد بَلغنِي أَنه قد كثر الْفُجُور فِيكُم وَأمن الْفُسَّاق فِي مدائنكم وجاهروا من الْمَحَارِم بِأَمْر لَا يحب الله من فعله وَلَا يرضى المداهنة عَلَيْهِ كَانَ لَا يظْهر مثله فِي عَلَانيَة قوم يرجون لله وقارا وَيَخَافُونَ مِنْهُ غيرا وهم الأعزون الْأَكْثَرُونَ من أهل الْفُجُور وَلَيْسَ بذلك مضى أَمر سلفكم وَلَا بذلك تمت نعْمَة الله
عَلَيْهِم بل كَانُوا ﴿أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم﴾ ﴿أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ أعزة على الْكَافرين يجاهدون فِي سَبِيل الله وَلَا يخَافُونَ لومة لائم﴾ ولعمري إِن من الْجِهَاد فِي سَبِيل الله الغلظة على أهل محارم الله بِالْأَيْدِي والألسن والمجاهدة لَهُم فِيهِ وَإِن كَانُوا الْآبَاء وَالْأَبْنَاء والعشائر وَإِنَّمَا سَبِيل الله طَاعَته وَقد بَلغنِي أَنه بطأ بكثيرمن النَّاس عَن الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن المنكراتقاء التلاوم أَن يُقَال فلَان حسن الْخلق قَلِيل التَّكَلُّف مقبل على نَفسه وَمَا يَجْعَل الله أُولَئِكَ أحاسنكم أَخْلَاقًا بل أُولَئِكَ أسوأكم أَخْلَاقًا وَمَا أقبل على نَفسه من كَانَ كَذَلِك بل أدبر عَنْهَا وَلَا سلم من الكلفة لَهَا بل وَقع فِيهَا إِذْ رَضِي لنَفسِهِ من الْحَال غير مَا أمره الله أَن يكون عَلَيْهِ من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَقد ذلت أَلْسِنَة كثير من النَّاس بِآيَة وضعوها غير موضعهَا وتأولوا فِيهَا قَول الله عزوجل ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا عَلَيْكُم أَنفسكُم لَا يضركم من ضل إِذا اهْتَدَيْتُمْ﴾ وَصدق الله ﵎ وَلَا يضرنا ضَلَالَة من ضل إِذا اهتدينا وَلَا ينفعنا هدى من اهْتَدَى إِذا ضللنا ﴿وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى﴾ وَإِن مِمَّا على أَنْفُسنَا وأنفس أُولَئِكَ مِمَّا أَمر الله بِهِ من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فَلَا يظهروا محرما إِلَّا انتقموا مِمَّن فعله مِنْهُم من كُنْتُم وَمن كَانُوا وَقَول من قَالَ إِن لنا فِي أَنْفُسنَا شغلا ولسنا من النَّاس فِي شَيْء وَلَو أَن أهل طَاعَة الله رَجَعَ رَأْيهمْ إِلَى ذَلِك مَا عمل لله بِطَاعَة وَلَا

1 / 143