كريم شجاع من كرم أفاضل
فحيل أبي زيد الهلالي لا تتوقف عند المعرفة بلغات عصره، وما يتفرع عنها من لهجات، متناهية الانغلاق، ولا في القدرة الفائقة على التنكر والتحولات، بل إيماءات الدراويش والشعراء الجوالين والحواة والحكواتية والكهنة والحكماء والنساء الخليعات والغوازي والمهرجين والعيارين ... بل هو كان على معرفة كبيرة بمحصلة معلومات، منها ما هو أسطوري وجغرافي وكوني، تبدت في حلوله للمحاذير والألغاز التي من مهامها اختبار قدرات البطل وذكائه وتعويق مآربه وطموحاته.
من ذلك أنه سئل ذات مرة من يهودي صاحب قلعة في فلسطين يدعى أبا بشارة: «أخبرني كم طير نزل بالكتاب؟»
3
فقال له: «تسعة: الذباب والنمل والنحل وطير الأبابيل والجراد وطير عبس وهو الخفاش والغراب والهدهد.»
هي بالتحديد الطيور السامية - التابو - وهي كما يلاحظ تخلط بين الطيور والحشرات.
كذلك كثيرا ما تعرض أبو زيد لألف باء الأشجار العربية السامية، وأجروميتها الطوطمية المقدسة، وكيف أن من دهن جسده العاري بزيت السندال لا تلمسه النار.
بالإضافة إلى معرفته بالأقوام والقبائل المنقضية مثل: «الزهل والزهول والسبط والنبطان»، والأخيرون يرجح أنهم الأنباط الأردنيون.
فلا تنتهي مخاطره ومآزقه في أديرة اللاذقية، وربوع الشام وفلسطين وقبرص، وأراضي وحضارات منقضية مثل أرض عيلام
4
Bog aan la aqoon