فصرفت نحوا من ساعة تنظر إلى الطريق التي سار فيها والأرض التي مشى عليها حتى
اسودت فحمة الليل فتركت الشباك ودخلت غرفتها وهي تخاطب وتقول لم يا ترى هذا
التهامل وإلى متى وأنا على هذه الخيلة لا أسعى في وسيلة تقربني منه وتقربه مني وتجمعنا معأ
وأخذ هذا الفكر في خاطرها مأخذا عظيا ورأت من الصواب أن تكتب له مع الرسول الذي
يحمل الطعام تستشيره في هذا المعنى وتطلب إليه أن ينظر في الطريق الموصل إلى الغاية .
ولذلك أخذت فكتبت ( من مهرد كار بنت كسرى أنو شروان صاحب التاج والإيوان إلى
الأمير حمزة البهلوان حبيبها ورجائها في هذا الزمان من اتخذته لها سندا وغوثا وتطلب بقاءه
مدى الدوران ) ( قد ثبت عندي شدة حبك لي وتنازلك بقبولي لخدمتك ونظرت إلي نظر الهائم المغرم حتى أصبحنا في الحب عل درجة عظيمة وقلب كل واحد منا بيد الآخر وقد نظرت إلى ال حالة التي عليها فتعجبت كل العجب كيف أننا متقاعدون عن تدبير الوسائل التي توصلنا بعضنا إلى بعض وتحفظ لنا راحتنا في المستقبل وننتهي من هذه الحالة وإني أرى أن لا يتم إلا بتدبيرك واعتناتك فدبر أنت ما تراه حسنا وإذا تسهل لك أن تتوصل إل فلا تتأحر وعرفتي عما يخطر لك من هذا القبيل وإذا كان لا يخطر لك الإتيان إلي فاسمح لي أن أقول لك أن تذهب إلى أبي وتسأله أن يزوجك ب وعلى ما أظن أنه لا يمتنع عن ذلك لأنه يحبك محبة زائدة ويرضى كل ما يرضاه فلا بمنع عنك شيئا تريده وإني أزودك أخيرا المحبة الخالصة والمودة الأكيدة وأعدك إني رهينة لأمرك أسيرة بين يديك أينا سرت أتحمل كل ما تأمرني به وأقاسمك الشقاء والهناء أي إني أكون شريكة لك لا أنفك عنك وعن خدمتك فلا صالح لي في هذه الدنيا إلا أن أرى وجهك وأنظرك على الدوام في الصباح والمساء بل وفي كل آن ولا أريد منك إلا أن تبقى راضيا علي قانعا بأنك السند الوحيد لي والغوث الأكبر) ثم أنها طوت الكتاب وختمته ودفعته خادمها الخصوصي وأوصته أن يأتي منه بالجواب ثم حملته الظعام وسار إلى جهة الأمير حمزة حتى وصل إليه فرأى الأمير عمر العيار عند باب الصيوان فتاوله الكتاب والطعام وسأله الجواب فأنخذه إلى حمزة ولما قرأه وعرف ما فيه شغل باله وأخذ يفكر في معناه وخطر له أن يذهب إلى قصر مهردكار ويجتمع بها ويسمع حديثها ويلتذ كل اللذة بالتقرب منها وهو عليه الحب كل صعوبة دون ذلك فدعا الرسول وقال له أخبر مولاتك إني أسير إليها في هذه الليلة بعد ساعتين فلتكن على حذر وتسعى في أمر مروري من الباب حتى لا يراني أحد حفظا لشرفها وشرفي كي لا يقال عنا ما يثلم صيتنا .
فقبل الرجل يده وسار إلى سيدته ولا وصل إليهابلغهاما قاله الأمبر ففرحت غاية الفرح وسرت مزيد السرور وأمرت قهرمانتها بتدبير غرفة الشراب ووضع كل مشروب ومشموم ونقل عليها ثم أنها أمرت الرجل خادمها الخصوصي أن يقف عند الباب عوضا عن الخارس وأن يدعوه إليها فسار ووقف بالباب وجاء .حاجب الباب فقالت له إنك منذ أكثر من عشر
00
Bog aan la aqoon