244

Sirat Amir Hamza

Noocyada

وأصفران الدربندي والأمير عقيل وكل فارس وبطل وضربت طبول الحرب من ناحية العرث حتى ارتجت منها السهول والوديان وركب الملك النعمان ونشرت فوق رأسه راية النسر والعقاب وقد تألف من العرب جيش عظيم عرمرم يبلغ مقداره ثلثماثة ألف مقاتل كلها أسود كواسر ينتظرون إشارة الأمير للهجوم وخوض تلك المعامع ولا سمع العجم أصوات طبول العرب ضربت طبوهم بأمر الملك كسرى فهاجوا وماجوا واضطربوا وتراكضوا إلى الخيول وركب زوبين في المقدمة وفي كل نيته أنه ينال المقصود ذلك اليوم لأنه شاهد قلة العرب وكثرة عساكره ومثل ذلك كان ظن كسرى أنو شروان لأن بختك كان يقول له إن كثرة عدد عساكرنا تخولنا النصر والظفر على الأعداء لأن الكثرة تغلب الشجاعة لا سيها وعندنا صهرك زوبين الذي وحده يقدر على تفريق هذه الجيوش وهلاك فرسانها وأبطاها وموت حمزة العرب وسوف ترى ذلك بأقرب أن .

قال ولا اصطف الصفان وترتب الفريقان . وان أوان الحرب والطعان » صاح الأمير حمزة صياح الأبطال . وهجم هجوم أسود الدحال وفعل كفعله أندهوق وهو فوق فيله كالأسد الرئبال وكذلك المعتدي حامي السواحل وباقي الرجال فا منهم إلا من طال واستطال. وغاص في عباب ذاك القتال وهو يود هلاك الأخصام وإحراقهم بنيران الانتقام . وحملت العرب على العجم والعجم على العرب وهاج بحر المنايا واضطرب وتحدد مخلابه وانتشب ورفعت على عواتقه أحمال التعب والنصب وكان يوما كثير المصائب . عظيم المصاعب . شديد الأهوال قوي الأخطار على الأبطال : وفرسان ذاك المجال فيه تغطت الأرض بالدماء وتدفقت ميازيب المصائب كأبابيب السماء ودارت على الأبطال كؤوس الفناء وذاقوا مرارة العناة وما انقضى ذاك النهار إلا وقد أشفئ الأمير حمزة غليله وترك القتلى تلالا وآكاما وأوقع بجيش الأعجام وأذاقهم كاسات الحمام وعاد عند المساء يزأر كالأسد الكاسر ورجعت الحيوش المتقاتلة كل جيش إلى مقامه .وهو لا يصدق الخلاص من هول ذاك النهار وبات الفريقان يتحارسان طول ذاك الليل إلى أن جاء اليوم الثان فأسرعت فرسان العرب إلى القتال وتقدم الأعجام إلى 'ملاقاتهم وهم يبربرون بلغاتهم ويطلبون الانتقام من العرب وأميرهم على ما فعلوه معهم في اليوم الماضي وما وقعت العين على العين وانتظم ترتيب الفريقين حتى رن صوت الأمير حمزة بكل أذن وهو يتهدد العجم ويتوعدهم وانحذف عليهم كنضاء الله المنزل فاندفعت من خلفه بحور العربان فتلقاه رجال كسرى أنو شروان والتطم البحران فاضطربا وهاجا واختبطا وماجا وراج سوق ذاك اليوم أكثر من اليوم الأول واشتعلت ناره تلتهم طوال الأجل . فتقصف الأعمال وتذهب بها إلى عالم البوار وقد اسودت الشمس أي اسوداد وأكمد الأفق اكمذاد وانتشر الغبار كالعلم فوق رؤ وس تلك الأمم حتى زهقت نفوسها وكرهت في الحياة وتمنت سرعة الخلاص من هذه الدنيا إذ كان ثم ”5

Bog aan la aqoon