ذاك النهار وفيهما رمق فافترقا بسلام ورجع الأمير حمزة إلى صيوانه وسار المعتدي إلى مكانه فتأثر عمر العيار وأشار إلى أخيه أن يبقى لوحده إلى حين عودته ولا زال سائرا حتى بعد نحو ساعة من ذاك المكان فوصل إلى قصر في ناحية عن الطريق ولا نزل عن جواده خحرجت من الباب فتاة كأنها القمر في تجليه وهي تتمايل كالرمح في اعتداله وقالت له هل لم تقتل حمزة في هذا النبار ويظهر لي أنك عجزت عنه وضعفت شوكتك أمامه فقال لها لا والله يا سلوى فإني كنت قادرا على ذلك في كل ساعة لولا أخيه عمر العيار فهو الذي كان علة خلاصه مني لأنه علب وأحيل من ثعلب وكلما لاحت لي فرصة وأردت أن اغتنمها بأن أسرع إلى حمزة بضربة يضيع لي ثلك الفرصة ويسد ذاك الباب بوثباته ودوراته فقبحه الله من حية رقطاء فقالت له إني في الغد لا أدعك تبرز إلى قتاله ولا تلتقيه في بجاله بل مرادي أنا أن أبرز إليه وأعبي لك أمره وأقصف عمره فقال لما لا تصل المسألة إلى هذا الحد يا أختاه وسوف ترين مني ما أفعله في الغد إن شاء الله ثم دخلا وراقب عمر أي مكان يدخلان فدخلا الى غرفة وجلسا بها يأكلان فنظر إلى نافذة في أعلى تلك الغرفة وتجاهها نافذة ثانية مطلة عليها فوثب اليها وأقام بها يراقب عملهما ويسمع كلامه) وهما يتحدثان بأمر الأمير حمزة وقد قال المعتدي لأسخته إني أقول لك الحق إنه فارس صنديد وبطل محيد لا يوجد مثله بين أبطال هذا الزمان شديد الحيل والقوى وخبير بفن القتال وهو موفق بالعيار الذي معه ولا ريب أنه من طوائف الجحان لم أر كشكله من بي الانسان فهو أصلع الجحبهة أسمر الوجه مدور العينين كبير الوسط صغير القوائم رفيعها سريع الجري خفيف الوثبات فقالت له كن صبورا فلا بد من أن أكفيك شره وأما فوزك على الأمير فلا بد منه في الغد وساتيك الآن بما يقويك عليه ويزيد أملك بالحصول على مرادك منه. فأثبت هنا إلى أن أعود إليك فاحتار عمر العيار في أمرها وتعجب في شأمما وأراد أن يعرف ماذا تريد أن تعطيه ليفوز على أخيه ولما خرجت من الغزفة دخلت في باب أخخر وجاءت بسلم فأسندته إلى الحائط بتأن ودون أن يسمع له صوت أو حركة وقربت من المكان المقيم به عمر وهو على حين غفلة ينظر إلى المعتدي وصابر إلى حين عودتها ليرى بما تأتيه فلم يشعر إلا وقد قبضت عليه من أكتافه وقالت له ويلك أبها الشيطان أتريد أن تدحل قصرنا وتغافلنا وتفعل بنا غايتك بالحيلة بعد أن رأيت عجر أخيك بالقتال فأراد عمر أن يتخلص منبها فلم يقدر لأمما كانت ذات حيل وقوى عظيمين ثم رفعته بين يديها ونزلت به السلم وجاءت إلى أخيها وقالت له هاك عمر العيار وقد وقع في يديها وصار في حوزتنا فأتني بحبل لأربطه وصرت'في الغد تقدر أن تأتي بالأمير حمرة أو تقتله .
ففرح المعتدي لذلك غاية الفرح وأسرع إلى حبل فجاء به وربط عمر وشد وثاقه.
وهو فرح جدا بما حصل وقال لأخته من أين لك أن عرفتي بوجوده قالت إني كنت أترقب
154
Bog aan la aqoon