لم يسك قط وكان في نيته أن يباشر زفافك ثاني يوم الذي كنت به عندنا غير أن منعته وراجعته عن ذلك قالت ولم أهل رجعت عن وعدك وندمت على الوفاء قال معاذ الله أن أقول ولا أفعل ولا خفاك أن الأمير لا يباشر عملا إلا بمعرفتي ورضاي وأنت وعدتنى أنك تعطينى كل ما أطلبه من الذهب وبعد أن قضيت مصلحتك واطمأن بالك رجعت عن وعدك .
قالت لم أرجع قط غير إني أردت أن أبقي ذلك إلى حينه أي إلى ما بعد الزفاف : قال إني لا أحب المطل وعندي خير البر عاجله فانقدينى سلفا تنالين مطلوبك . قالت وماذا تريد قال عندي جراب صغير أطلب إليك أن تمليه لي ذهبا وتعطيني الجحارية التي وعدتني بها ليكون زفافي وزفاف أخي بيوم واحد قالت اتبعني ومعك الجراب لأملاه لك فإني مخطئة معك وكان من الواجب أن أعجل النقد فيا -صدق أن سمع هذه الكلمة حتى أجاب قولها وقال لما في الغد أكون عندك في قصرك ومعي الجحراب وني نفس الغد نباشر بعمل الزفاف لتزفين حالا على أخي فسرت مريم وتأكدت أنها إن أرضت عمر نالت غايتها من الأمير وتزوجت به ولا صارت في بيتها أحضرت ما عندها من الذهب مما كانت تجمعه في زمن أبيها فإذا عندها ما يملأ صندوقا فقالت إن جزءا صغيرا منه يملأ الجراب والباقي يكون للأمير إعانة له في سفره وعلى جيوشه ودامت في قصرها إلى أن أشرقت شمس النهار وإذا بعمر قد حضر إليها وني يده الجراب المذكور فقال لها أوني لي بوعدك واجلي العطاء فتريني في هذا اليوم انجز وعدك فأخذته إلى الصندوق وفتحته فاندهش عمر وفتح باب الجراب حتى قبضت نحو مائة قبضة وهي ترى الجراب على حاله كأنه فارغ فتعجبت وانبهرت إلا انها صبرت عليه وداومت العمل حتى فرغ نصف الصندوق وهي تنظر إلى الجراب كأنه لم يكن به شيء فزاد عجبها وقالت لعمر ما هذا الجراب فإني أراه صغيرا جدا لا يسع أكثر من عشر قبضات فوضعت فيه مئات وهولا يزال على حاله كأنه فارغ فآين الذهب الذي أضعه فيه قال هو داخله وإذا كنت لا تصدقي فانظري ثم أفرغ ما في الجراب إلى الصندوق فاعاده كما كان مملوءا فجفلت وقالت له لا ريب أن به شيطان يضيع الذهب ويخفيه قال من أين يأتي الشيطان غير أن جوفه من الداخل كبيرا وإذا قد ندمت على الذهب فلا بأس فأنا أيضا قد ندمت على الأمير ولا يمكن أن يتزوج بعد بمن تقول ولا تفي .
فقالت له إني غير نادمة :على الذهب . ثم عادت إلى عملها الأول حتى فرغ الصندوق والعراب فارغ. فكاد يذهب عقلها وصاحت مرتاعة .. شيطان .. شيطان .. وعمر | يضحك من ذلك ثم دعت بخادم لها وقالت له اذهب إلى الأمير حمزة واسأله أن يأتي إلى حالا ' لأمر مهم فلذهب الخادم وجاء بالأمير حمزة فوجدها على تلك الخالة فترحبت به وسأنها عن
ش م
Bog aan la aqoon