مهرد كار كعادته مودعا إياها إلى الصباح وبقي سائرا إلى الخيام وقلبه مملوء من الفرح حيث قد نظر إلى محبوبته فوجدها على ما هي عليه من ازدياد الحب والشغف ولاانتهى إلى صيوانه اجتمع بأخيه عمر فقال له أما رأيت كلام الوزير بختك وعلى ظني أنه يسعى بتدبير طريقة أخرى يرسلنا إليها على زعم أنه يقصد بذلك صا حنا ونفعنا والخير لنا مع أنه يريد هلاكنا ويرغب فيه ويتمنى أن لا يرانا فيها بعد . قال عمر إني كنت عزمت على أن أرسل إلى صدره نبلة فأقتله وماذا يا ترى يجري إذا فعلت ذلك غير أن كسرى يغضب ثم يعود فيرضى قال لو فعلت ذلك لكنت أغضيتي لأني أعرف أن هذا العمل يفصم حبل المودة بين العرب والعجم ونلتزم أن نحاربهم لأن بختك مرفوع المقام بين الفرس معدود الخاطر لا يوجد له ثان عندهم فمن بعد كسرى هو بالمنزلة الأولى . نعم إني أعرف أن لا بد من قتل بختك ومحاربة الأعجام غير أني أرى الزمان الموافق لهذا العمل لم يحن بعد فإني أرى نفسي محتاجا لأن أكون مسالا لحم إلى أن أعرف ماذا يكون من أمر زواجي بمهردكار : نعم أرى من نفسي غلطا عظيا بتعليق قلبي ببنت عدوي إلا أن لم أكن.
أعرف أن كسرى سيوافق بختك ويقصد ضري حتى سئمت نفسي منه ولولا وعدي إلى بنته وميل للإقتران بها لكنت تراني الآن أفتك في جيوش الفرس وربما كنت متسلطا على أكثر بلادهم ومن كان لا يعبد الله منهم أنزلت بهم العبر غير أن هذا سيكون بعد مدة إن شاء الله تعالى فإن قلبي غبر صاف عليهم ولا راض عتهم . وبين| كان الأمبر مع عمر بمثل هذا الحديث وإذا برسول مهردكار قد وصل بالطعام فدفعه إليه وأعطاه كتابا منها ففضه وقرأه وإذا به : ( من مهردكار صافية الود وفية الوعد إلى حبيبها الأمير حمزة البهلوان ) .
إن صرفت الوقت بعد رحيلك عن المدائن حزيئة باكية أندب فراقك وألوم الزمان على بعادك وأنا أتقيب بين اليأس والرجاء لا أعرف إلى أين ينتهي بك المسير وإلى أين يقف بك الزمان الذي عمل على عنادنا وكان حظي منه أن علمني أن أقول كل ليلة : أضرم القلب في الحشاشة نارا حين قالوا شط الحبيب وسارا سار عني ولم أجد لي صبرا كيف حلي ولم أجد لي اصطبارا طير العقل ثم قص جناحي وقضى منزلا وشط مزارا ويح قلب وويح كل محب فقد العين فاقتفى الآثارا يرقب النجم في الظلام ومهها لمع البرق في الغمام استطارا كا علمني أن أهفو إذا سمعت حفيف مرور النسيم على الشجر أو تغريد صوت ١
Bog aan la aqoon