لا أرغب أن أفارقه حتى الممات فمن كان مثل هذا الامير يحب ويكرم ويخدم على الرأس قبل العيون قالوا له اننا نسير اينما سرت ولا نخالف لك أمرا ولا نطيق فراقك . قال من كان منكم من أصحاب البيوت والعيال فيبقى في المديئة وأقيم حاكيا عليكم منكم . وأخذ الامير منل تلك الساعة بتدبير امره ليقوم بضيافة العرب وإكرامهم , وني صباح اليوم الثاني نمض الأمير حمزة واختار سادات قومه وساروا المدينة إلى جهة لزيارة اندهوق فوجدوه قد خرج بقومه لملتقاهم وهو ينتظرهم خارج الأبواب فترحب به وسلم أهل سرنديب على الأمير وسادات قومه وأدخلوهم المدينة باحتفال وتبجيل وعملوا لمم الولائم والدعوات وزادوا بإكرامهم ووقع الحب والوفاق بين الأمير حمزة واندهوق وتعاهدا على الإخاء وأن يكون كل واحد منهها سندأ للآخر ولا يفترقان حتى الممات وجاء اندهوق بكتابة كسرى فسلمها إلى الأمير وقال.له إن هذه وضلتنى مع رسول مخصوص من بختك بن قرقيش وإني أخبرك أنه ما زال هذا الرجل الخبيث جيالا يمكن أن تتزوج ببنت كسرى أو نصل اليها فإنه يختلق الموانع من تحت المجداف وكسرى يطيعه على إرادته ويكرمه ويراعي جانبه . قال إني أعرف ذلك وأن كل عذابي هو من بختك الخبيث غير إني أرى أن الوقت لم يحن بعد لحلاكه ولا أعرف ما يكون من أمري وأمر الأعجام فإني أرى نفسي وعقلي متفقان على قيام الحرب معهم والايقاع بهم وأخذ مهردكار بحد الصارم البتار غير أن قلبي بمانع ويدافع ويخاف على قلب مهردكار أن يسود أو يلحق به كدر بسببي ومن الواجب علي أن أتربص إلى أن يأتي الزمان الموافق واتوقع الفرص المناسبة والآن أريد منك تكون حاضرا لتسير بعد يومين قال إني أهبىء عساكري ورجالي في هذين اليومين وتراني انتظر أمرك على الدوام ولا زال الأمير عند اندهوق على الاكرام إلى أن انقضت المدة وبعد ذلك أمر الأمير سادات العرب ان تذهب إلى رجالا فتأمرها بالركوب وركب هو على جواده الاصفران وركب معقل البهلوان واصفران الدربندي والأمير عقيل وركب اندهوق برجاله وعظاء قومه وعساكره وخدمه وكل ما يحتاجونه من المؤن والذخائر والأمتعة وأقلعوا عن تلك البلاد العرب أقلعت ورفعت خيامها وأحمالها على ظهور امال وساروا عن تلك الأرض بجيش عظيم المقدار قد ملأ البراري والقفار يبلغ عدده ماثتا الف فارس وبطل نحت راية الأمير حمزة البهلوان وبين يديه من الأبطال الحبابرة ما يندر وجود مثلهم ذاك الزمان حتى اصبح كأكبر الملوك عظمة وافتخارا وشأنا وأجنادا وأعوانا وهو مسرور بنفسه وبرجوعه إلى المدائن على أمل أنه بعد أيام قليلة سيصادف الملك كسرى ويشاهد حبيبته ولا ريب أنها تطير فرحا إذا بلغها أنه عاد بهذا الموكب العظيم وقد أسر اندهوق وجاء به وافيا وعده لأبيها ولا زالوا سائرين مدة أيام حتى وصلوا إلى الوادي الذين كانوا قبلا فنزلوا فيه للراحة وضربوا الخيام وأقاموا هناك مدة ثلاثة أيام وقد زار الأمير رجال الصومعة وسلم عليهم وطلب دعاهم وبعد ذلك ركب وسار من هناك قاصدا المدائن وملاقاة وفنا
Bog aan la aqoon