بضربة حسام وقعت على أم رأسه شقته إلى كتفه فوقع إلى الأرض قتيلا يختبط بدمه وبعد ذلك دنا منه وكان يسمع أن من يأكل قلب السبع يقسو قلبه فيصير كقلبه ولذلك شقه إلى بطنه وبرك يأكل من قلبه وعمر ينظر ويتعجب وتقدم فأطعمه من لحم .الأسد وقال له كل منه يشتد قلبك ويقسو فقال له والله العظيم إن عملك هذا يستحق الفخر لأنه يندر من بقتل أسدا أو يجسر أن يقف أمام الأسد من بني الإنسان. ثم تقدم بعد ذلك وأخذ يأكل من جسمه ومن قلبه مع حمزة حتى امتلأ بطناهما وشبعا ومن ثم رجعا إلى جهة المدينة وفيها هما على الطريق قال حمزة لعمر إذا وصلت المديئة لا تخبر قومنا بقتل الأسد لكلا يضحكوا علينا ويظنوا بأني أباهى بقتل كلاب البر وذلك عار عند العرب فوعده عمر بأن لا يخبر أحدا بذلك . ولا وصلوا إلى المدينة جعل عمر يخبر من رآه أن أخاه قتل أسدا في المكان الفلاني والناس تتعجب منه ومن عمله ولم يبن على حمزة ذلك فلام عمر عليه فقال له أن مثل هذا الآمر لا يمكن أخفاؤه . ووصل الخبر إلى الأمير إبراهيم فاستدعى ولده وعمر وسأطما عن قتل الأسد فحكى له عمر كل ما وقع لما في البرية فتعجب من ذلك ولام حمزة وقال له لاعدت تخرج إلى البرية خوفا من أن تلتقي ذات مرة بأسد لا تقدر عليه أو تقع في تبلكة أخرى فقال له سادات قومه لا تخف عليه أيها الأمير فإن الله أعطاه هذه البسالة والشجاعة ليس فقط لروح الإنسان بل لكل طاغ وباغ ولو لم يكن الله يقصد هلاك هذا الأسد لما بعث إليه بأبنك ولاسيها ان الله وعده بطول العمر وبالفوز على الاعداء كا أشار في قديم الأيام الوزير بزرجمهر أي أنه يكبح دولة الفرس ويخلص العرب من هذا النير الثقيل الذي حملناه زمانا طويلا فعرف الأمير صدق قوم وتأكد أن أبنه يبقى إلى زمان طويل بممساعدة الله تعالى ويكون له الأسم الأول في أيامه .
وبقى الأمبر حمزة يخرج إلى الصيد مع عمر في كل يوم لأنه كان كما تقدم تولع به وصار لا يقدر أن يرجع عن هله المهنة قط لشدة ولوعه فذهب ذات يوم مع أخيه عمر وسارا في طريق غير الطريق الذي كانا يسيران فيه قبلا وبعد أن بعدا به وقد حمى البر واشتد الحر طلبا الماء لشدة العطش فلم يريا قط عين ماء ولا نبعا يسيل منه الماء وطافا في كل الجهات فلم يقدرا حتى اشتد العطش على الأمير حمزة وكادت تفقع مرارته فصاح بعمر وقال له ويلك من أين نجد الماء الآن فإني هالك لا محالة ولا طاقة لي على الصبر فإني أشعر أن بجوفي لهيب نار وهو كالاسفنجة فنقطة ماء تحييني فقال له إني أجيئك بالماء بعد قليل فاذهب أنت إلى تحت شجرة واستتر بظلها من حر الشمس وانتظرني إلى أن أعود إليك بالماء ثم إنه أطلق ساقيه للريح وبأسرع من البرق غاب عن العيان وسار حمزة إلى ' تحت شجرة كبيرة هناك وقبل أن يصل إليها لاح له فارس عن بعد يتقدم إلى جهة وهو راكب فوق جواد أبيض كالثلج وتحته. قربة من الماء فتاقت نفسه إلى شربة ماء فسار إلى ١
Bog aan la aqoon