قال وكانت العرب باقية في الخيام والملك النعمان قد انقطع عن ديوان كسرى خوفا من الإهانة والرجوع إلى ما كان عليه العجم من قديم الزمان وأقاموا ينتتظرون رجوع أميرهم وفارسهم إلى أن طال عليهم المطال فارتبكوا واضطربوا واجتمعوا إلى النعمان وقالوا له نخاف أن يكون قد وقع أمر مكدر على أميرنا ومرادنا نسير في أثره فقال لهم هذا ليس بصواب لأني أعلم أن الأعجام يرقبون أمرنا وينتظرون الخبر عن الأمير حمزة إذا تبينوا أو سمعوا خبرا مكدرا عنه أوقعوا بنا فإذا رأونا قد سرنا في طريق قلعة تيزان ينبت عندهم أن حمزة بضيق أو أصيب بسوء فيبعثوا خلفنا بالعساكر ومن الرأي السديد أن لا نظهر علينا أمرا يتوهمون فيه نوال غايتهم وعندي أن نرسل عيارا من جاعة الأمير عسى يكشف لنا الخبر ويعرف ماذا حصل على الأمير وأخيه . فقال أصفران الدربندي إني أسير أنا بذاتي وأدي الأمير بنفسي وبينما العرب على مثل هذه الحالة وإذا بعمر العيار قد أقبل ودخل الصيوان وهو قاطب الوجه عابسه فتلقاه النعمان بلهفة وقال له أخبرنا عن الأمير فلم يبد كلمة ولا أجاب بل بقي على حاله فزاد قلق الجميع وقال أصفران الدربندي وكان يعرف غايته أخبرنا بالخبر اليقين وإليك مني خخسماثة دينار فقال النعمان وأنا أزيدك مثلها فعجل الخبر ولا تتأخر .
فقال اعطوني الدنانير وخذوا مني التباشير . فنقدوه المال وإذ ذاك قال لهم أبشروا أيها العرب بقدوم فارسكم الأوحد وسيدكم الأمجد فقد أسر معقل البهلوان ثم اصطحب معه وجاء الاثتان وبأقرب وقت يكونان في هذا المكان. فلم| سمع الملك النعمان هذا الكلام فرح غاية: الفرح وصاح بالعرب أن تركب عن بكرة أبيها إلى ملاقاة الأمير وبوقت قريب ركب الجميع وساروا من تلك الأرض وقد ارتفع لهم أصوات عالية وصياح ارتجت منه تلك النواحي واضطربت المدائن وسكانها وهم لا يعلمون ما السبب وسارت العرب عدة ساعات إلى أن التقوا بالأمير حمزة ومعه معقل البهلوان وجماعته فنزل الجميع عن خيوهم وتقدموا إلى بعضهم البعض وسلموا على الأمير وسلم عليهم وكان لهم ساعة عظيمة وبعد ذلك ركبوا وغادوا راجعين إلى الخيام ولا وصلوا حولوا عن خيولهم وأقاموا الأفراح ودارت بينهم المسرات والولاثم . ثم كتب الأمير حمزة كتابا دفعه إلى أيه عمر العيار وقال له خذه إلى الملك كسرى وبلغه خبر وصولي فأجابه بالسمع والطاعة وسار بالكتاب على عجل .
قال وكان الملك كسرى بعد غياب حمزة ومسيره إلى قتال معقل البهلوان يجتمع كل يوم ببختك ويتحدث معه بأمرهما فيقول له كن بأمان فا من أمل برجوع حمزة إلينا سالا لأننا نؤكد غاية التأكيد أن معقل البهلوان يعدمه الحياة فكم وكم قد أمات مثله من الفرسان وكسرى يتردد في هذا الأمر ويقول له إن موت حمزة لم يكن بخاطري لأنه فارس صنديد وبطل محيد وقد عمل معنا معروفا وليس من العدل أن نقابله بمثل هذه الأعمال ولولم يطلب بنتي زوجة له لما سلمت ببلاكه وبعده غير أني أرى أن شريعة النار لا تؤذن باختلاطنا
6
Bog aan la aqoon