فاعترف له آنه صاحب خبر، وأن الكتب معه ما أوصلها ليدير أمره في إيصالها ، فو كل به حتى مضى وأحضرت الكتب.
قال تركان الاومام: فقال له طبارجي [وكان ذا دالة عليه وذا موقع منه] : أيها الأمير إن لم يكن هذا وحيا فهوسحر ، فقال له : لا والله يا هذا ، ما هو وحي ولا سحر ، ولكنه قياس صحيح وتوفيق من الله جل اسمه ، وتفضل منه علي : رأيت هذا الرجل على ما هو عليه من سوء الحال فاشفقت(1) عليه ، وعلمت أن مثله لا يصل إلى مثل ما بين آيدينا من الطعام ، وأنه يرى في الاسواق ويشم من الروائح مالا يصل إليه ، ونتعلق نفسه به فاردت آن أسره بما أنفذته إليه ، فوجهت إليه بما تشره إليه نفس الشبعان الواجد فكيف الفقير * فما هش له ولا مد يدا إليه ولا رأيت من حسن القبول له والشهوة ما قدرته ، فنفر قلبي منه وقلت : هذا عينه ملاى وفي غنى عن هذا ، هذا جاسوس لاشك فيه ، فاحضرته فكان من آمره ما قد شاهدتموه من صحة خطابه ، واستيفاء جوابه، فازداد إنكاري لامره لقوة قلبه واجتماع لبه . وأنه ليس عليه من شواهد الفقر ما يدل على فقره ، وبعثه عقله على ان اعترف بانه صاحب خبر ، وصدقني عن
Bog aan la aqoon