(فصل)
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: أصابني مرض في شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وستمائة، وهو حمى حادة حتى انتهى الحال إلى زوال العقل والاختلاط، ووقع الإياس من الأهل، وأشفق علي من رأني مقدار أسبوع، ثم من الله بالعافية والعرف فرجع علي عقلي، وعقلت بالناس نهارا أوبعض نهار، ثم حدث علي فهاق عقيب الاستفراغ وحينئذ وقع الإياس والإشفاق من أهل المعرفة بالطب، فكنت أفهق الليل والنهار على الاتصال، فإن سكن قليلا فهو كرب وضعف وسقوط قوة، وصفرة في العينين واليدين وخروج الدم من الصدر حتى أيس الطبيب، وبكى الحبيب، وما نجع دواء ولا حصل شفاء، وأقمت كذلك ثلاث عشرة ليلة بأيامها، ولم يبق إلا الجلد والعظم والنفس الضعيف، والأهل متوقعون الموت ليلا أو نهارا، فلما طال الألم خطر ببالي في ليلة من الليالي أن أنذر للإمام المهدي شيئا فحدثت نفسي بالنذر له وعقدته على قلبي فلا والذي نفسي بيده ما مرت ساعة بل تحققت أني فهقت إلا مرة واحدة، وانقطع ضربة واحدة، ثم نمت ليلتي تلك، وهذا أمر لم يعلمه إلا الله مني في تلك الساعة وهو أمر كالمعجز.
رواية أخرى إسنادها إلى السلطان الفاضل عفيف الدين الحسن بن إسماعيل الشهابي قال: إنه عرض عارض لبقرة له فأمر للجزار ليذبحها فلما دخل الجزار قال: ذكرت أني أن أنذر للسيد أحمد بن الحسين قال: فنذرت نصف عشر قيمتها قال: فقامت من حينها، وزال ما كان أصابها، وعاد الجزار.
رواية أخرى إسنادها إلى الفقيه حنظلة بن أسعد أن الإمام عليه السلام قبل قيامه مر بأهل الفصيرة في وقت جراد خرجت على أهل البلاد فأكلت زرايعهم فسألوه أن يكتب كتابا ليصرف الله عنهم الجراد فكتب لهم، ونذروا له نذرا فأكلت البلاد إلا بلدهم فسلمها الله ببركته.
Bogga 46