رواية أخرى من منام آخر إسنادها إلى الفقيه حنظلة بن أسعد، وكان كثير الروايات والغلو قال: رأيت مناما والإمام المهدي في ثغر سناع، وقد تفرق عنه الناس كأنه عليه السلام في مكان عال على باب خيمة مضروبة منفردة، وعن يمينه رجل يسمى ظفر بن زريق قال فقلت: يا مولانا قال لي ظفر بن راشد، وهو كالمستوحش من الإمام: قل له يحزم من قوم من سنحان مع الأسد، وهو قريب من المحطة لا تكموا عليها، قال: ثم قلت عقيب هذا في النوم: بت يا أمير المؤمنين، أتفكر في هذه الآية: {إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون، قل لن يصيبنا إلاما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون، قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم}(1) قال: فقال لي شخص وقد قبض على يمينى: أنت ترى هذا النور على أربعة آلاف من الملائكة، وقد نزلوا في نصرة هذا الإمام وهم الذين أمدوه يوم حضور.
قال الفقيه حنظلة: رأيت هذا المنام ليلة الجمعة لخمس بقين من شهر شعبان سنة سبع وأربعين وستمائة قال: ونهض الإمام من سناع إلى ثلاء لعشر بقين من رمضان فكان ما كان من الفتوح في آخر تلك السنة.
قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: وهذا المنام شهد على حنظلة في حضرة أولئك الملائكة عليهم السلام بما فعله آخرا مع صاحب هذا المنام فالله المستعان وعليه التكلان.
رواية أخرى من منام آخر إسناده إلى الشيخ الطاهر عبد الله بن يحيى وفيما أحسب أني سمعته من الإمام بالزيادة في آخره.
قال الراوي: قال الإمام المهدي: إنه رأى في المنام كأنه يرمل برجز وهو فيما أحسب مروي عن علي عليه السلام أوله:
قد علمت ميالة الذوائب .... واضحة الخدين والترائب
أني غداة الروع والتغالب .... أشجع من ذي لبدة مواثب
قال: ثم صاح الناس مجيبين له، وفيما يغلب على الظن أن الإمام قال: ثم صرخ بأعلى صوته كما يفعل المرمل، وأجابه الناس من كل ناحية أو كما كان في اللفظ.
Bogga 44