240

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

(قصة فتح مسور وحصونه وحصون حملان والمحطة على حصن حقيل وعولي وما كان في ذلك من العجائب) قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: والسبب في فتح مسور وحملان أنه لما وصل أمير المؤمنين إلى حصن ثلاء وصل قوم من حملان يقال لهم بني القهمي أهل قارة وعيلة إلى الأمير المعظم الكبير علم الدين أحمد بن القاسم بن جعفر وطلبوا منه عسكرا إلى بلادهم بعد أن كان قوم من أهل البلاد يقال لهم بني الجدري أدخلوا نائبا من نواب أمير المؤمنين إلى حصنهم المعروف بوعلان وهو أعلى حصون حملان قاطبة، فلما وصل بنو القهمي أسعف الأمير مطلوبهم فصور معهم الشيخ المجاهد علم الدين علي بن سليمان البحيري المحمدي في عسكر فلزموا موضعا يقال له صحر قبلي وعيلة وعند ذلك اضطربت أمور حملان ومسور وبلاد حمير وبلاد الأخبار جميعها؛ لأن هذه وعيلة لم يستقر فيها [79ب-أ] لأحد من الملوك أمر لصعوبتها وطول شناخيبها.

رجع الحديث

فلم يلبث الشيخ مقدم الذكر ومن معه وهم قريب ألف مقاتل إلا مقدار ثلاثة أيام ونحو ذلك، واجتمعت قبائل حملان الإجبار في آخر الليل فأحاطو بالمجاهدين وهم في دور غير منيعة ومتفرقون في جهات متباينة فلم يمكنهم مع اجتماع الناس وهو قريب من عشرة آلاف أو نحو ذلك فوقع الخطاب على خروج الشيخ ومن معه سالمين لا تمد إليهم يد ولا يحدث لهم حدث فخرجوا على ذلك فلما وصلوا إلى بين يدي القوم سخروا بهم وفعلوا خلاف ما انعقد عليهم صلحهم وسلم المجاهدون من القبائل فالحمد لله رب العالمين، وعادوا من جهة حملان ووقف الشيخ شجاع الدين هنالك.

Bogga 251