166

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

قال الراوي: فلما استقل أمير المؤمنين عليه السلام من الهضب المعروف بالمأثرة رأيت العسكر قد غشي السهل والجبل إلى الهضب فوق درب الإقلاع فسار أمير المؤمنين عليه السلام تحت الرايات، فلما استقل على رأس الهضب ورأى القوم في نهاية الشقاق والإقذاع والتسرع للحرب وأنهم لا يقبلون نصحا ولا يرجعون عما هم فيه أمر بالجهاد والحرب.

قصة المحطة على ذروة وحصرها وفتحها وما كان في خلال ذلك

قال الراوي: وزحف المسلمون إلى موضع مقابل الهضب فوق الإقلاع فقاتلهم القوم أشد القتال ولم يكن للخيل مجال هنالك لوعورة المكان فاستشهد من المسلمين ذلك اليوم ثلاثة نفر من أهل مخلاف ثلاء ورجل من أهل الظاهر ورجل من بني مالك بن جابر بن حاتم، ثم إن القاضي ركن الدين مسعود بن عمرو العنسي ضربت له خيمة قريبا من موضع القتال تزيد على علق السهم قبلي ذروة، فلما نظر أمير المؤمنين إلى تلك الخيمة سأل عنها فأخبر، فقال: لم نرد المحطة هكذا ولعل الله تعالى أن يجعل ذلك يمنا وبركة، فأمر فضربت خيامه واستقرت المحطة هنالك، وأقبلت القبائل من وادعة، وبني قيس، وسفيان وغيرهم، فاجتمع هنالك القبائل والخلائق ما لم يخبر به أحد أنه اجتمع مثله مع قائم في أرض اليمن، وكان من غد ذلك اليوم أوثالثه، وأمر أمير المؤمنين قبائل وادعة فزحفوا في موضع شرقي ذروة ليفرق على القوم القتال، فلما تلازم الناس حمل القوم على وادعة في موضع وعر فانهزمت قبائل وادعة هابطين ولحق القوم منهم ثلاثه نفر فقتلوهم فأمر الإمام عسكرا آخر فردوا القوم وحملوا القتلى.

Bogga 173