منها: أن الصلح على الظاهر دون بلاد حمير والأمراء آل يحيى بن حمزة وأشياء ذكرها من رهن ولده في تمام ذلك، وقد كان الأمير فخر الدين عبدالله بن يحيى بن حمزة استدعى بعساكر الغز من كوكبان وحلب وغيرهما من حصون الغز وجمع عساكره من المفردة حتى اجتمع معه ما بين الألف المقاتل والتسعمائة فيما روي من الجيادين المسنة والرماة بالقوس العربية وسار حتى حط في قارن يريد استئصال شأفة أنصار أمير المؤمنين عليه السلام وخراب قراهم وأموالهم فاستغاثوا بالإمام عليه السلام وأعلموه أنه قد اجتمع في هذه العساكر من الباطنية والقرامطة ومولدة الأعاجم ومن لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، فاغتم أمير المؤمنين لذلك وتجرد لجهادهم ومناجزتهم قاصدا بذلك وجه الله تعالى.
قصة وقعة قارن وماكان فيها من الفتح العظيم والظفر الجسيم
ثم إن الأمراء الحمزيين نهضوا [52ب-أ] قاصدين ظفار فتفرق عنهم أهل البلاد وقد عرفوا ما هم يسرون ويرمون من حرب الإمام وأجمع أكثرهم على لقاء الإمام عند إقباله إلى الظاهر، فجعل الأمراء طريقهم إلى ذروة لتقوى قلوب الناس ويشتد القوم المرتبين فيها.
رجع الحديث
ثم نهض الإمام عليه السلام فحط في موضع يسمى الأبرق ونهض منه إلى موضع يسمى أهل عامر وقد أمر عيونا تبصر القوم، وأسر لي من نثق به من أهل البلاد أنه قاصد للقوم، فلما حط العسكر في أهل عامر في آخر النهار يوري للناس أنه مقيم هنالك، فلما مضى وهن في الليل أمر بالنهوض بعد أن قدم عسكرا من أهل البلاد وغيرهم يرصدون القوم في موضع يماني قارن والقوم بأجمعهم في قرية قارن والدروب التي في جوانبها لا يخطر لأكثرهم ببال أن أمير المؤمنين يغزوهم لما هم عليه من الكثرة والنجدة.
Bogga 166