نهض عليه السلام في شهر رجب المعظم سنة سبع وأربعين وستمائة، فلما كان في اليوم الذي نهض فيه عليه السلام نفر معه عصابة وافرة من المسلمين، وأمر عليه السلام فنصبت الرايات وحركت النقارات، وجعل طريقه قاع حوشان، فأمسى ليلته تلك في بلاد بني الراعي وسار تحت لوائه الأمراء المقدم ذكرهم، فلقيه عليه السلام كبار بني الراعي وشيخهم يومئذ الشيخ الكبير شجاع الدين يسر بن سليمان وكان من أهل المودة والنجدة بالإجلال والتعظيم [49ب-أ] وحمد الله تعالى على قدومه إلى بلادهم، وأحسنوا إكرامه وإكرام من معه من الأمراء والعساكر، ثم نهض عليه السلام من بلادهم حتى حط في موضع يسمى بيت حنبص وكان من مآثر حمير القديمة المشهورة فضربت خيامهم وخيام الأمراء في موضع قريب من الموضع ، واجتمع إليه بنو شهاب وسائر تلك النواحي، وتلقاه السلاطين الأجلاء الكبراء آل عمران بن الذيب أهل بيت ردم وسائر السلاطين بما هم أهله من الإجلال والإكرام، وبلغوا الغاية في الكرامة، وأقام الإمام أياما، وأشرف على صنعاء ونواحيها من رأس الهضب المشرف ولم يطل المقام حتى نجم من الأمراء الحمزيين ما نشير إلى طرف منه.
Bogga 156