قال الراوي: وأقامت المحطة في سناع في قوة عظيمة شوال والقعدة والحجة ودخل شهر محرم وترعرع السلطان عمرو بن علي بن رسول لطلوع بلاد بني شهاب لما علم من نصيحة السلاطين الأجلاء المجاهدون الليث والوشاح ابني عمران وكافة السلاطين بني عمهم ولمحبتهم للإمام عليه السلام ومسامحتهم بالأموال والأرواح ما لم يعلم من أحد سواهم فجهز عسكره وجهز ابني أخيه أسد الدين، وفخر الدين محمد، وأبو بكر بن حسن بن علي بن رسول المحبوس في ديار مصر من سنة نيف وعشرين وستمائة حبسه الملك المسعودي يوسف بن الملك الكامل، فنهضوا من صنعاء في شهر المحرم حتى حطوا في .......... سهمان، فلما حطوا في سهمان وكان الأمير المقدم الباسل شجاع الدين: يحيى بن الحسن بن حمزة بن سليمان تأخر عن الوصول إلى الإمام عليه السلام في أول الأمر لأمر يحاوله فيما فيه صلاح، فلما ظفر به وعلم بعزم السلطان على الخروج إلى البلاد الشهابية لمحاربة أخويه الأميرين بدر الدين ونور الدين ومن معهما من الأخيار المجاهدين في سبيل الله رب العالمين جمع عسكرا وتقدم إلى أمير المؤمنين إلى حصن ثلاء في رجل كثير نحو ألف مقاتل من الرجال[44ب-أ] الأجواد، فلما وصل إلى أمير المؤمنين استر بوصوله سرورا عظيما لما يعلم من شدة بأسه وإقدامه وهيبته وعلم أنه اجتمع بأخويه أن السلطان لا ينال مراده ولا يشفي غيظه فلم يقر بالأمير قرار من النهوض فتقدم بمن معه وحشد أمير المؤمنين معه من أمكنه من المجاهدين وتقدم حتى حط قريبا من محطة السلطان في موضع يسمى بيت شعيب لبلاد بني شهاب ليس بينه وبين محطة السلطان إلا دون الميل وأخواه الأميران كل واحد منهما في محطة وعسكر وإخوانه تشن على محطة السلطان فعلم السلطان حينئذ أنه مغلوب وتفرق عليه عسكره واضطربت أموره ووقع بينه وبين عسكر الأمير شجاع الدين وقعات في كل واحدة الظفر للمجاهدين، فالحمد لله رب العالمين.
Bogga 139