Sirat Ibn Ishaq

Ibn Ishaq d. 151 AH
187

Sirat Ibn Ishaq

سيرة ابن اسحاق

Baare

سهيل زكار

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م

Goobta Daabacaadda

بيروت

هشام فإني غريب ابن سبيل، وقد غلبني على حقي، وأنا غريب ابن سبيل؟ فقال أهل المجلس: ترى ذلك الرجل- وهم يهزؤون به، إلى رسول الله ﷺ، لما يعلمون بينه وبين أبي جهل من العداوة- إذهب إليه فهو يؤديك عليه، فأقبل الإراشي حتى وقف على رسول الله ﷺ فقال: يا عبد الله إن أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قبله، وأنا غريب ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه، يأخذ لي حقي منه فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقي منه، رحمك الله؛ فقال رسول الله ﷺ: إنطلق إليه، وقام معه، فلما رأوه قام معه قالوا لرجل ممن معهم: إتبعه فانظر ماذا يصنع «١»، فخرج رسول الله ﷺ حتى جاءه، فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ فقال: محمد فاخرج إلي، فخرج إليه وما في وجهه رائحة، قد امتقع لونه، فقال له: أعط هذا الرجل حقه، فقال: نعم، لا يبرح حتى أعطيه الذي له، فدخل، فخرج إليه بحقه فدفعه إليه، ثم انصرف رسول الله ﷺ وقال للإراشي: الحق بشأنك فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس فقال: جزاه الله [٩٠] خيرًا فقد أخذ الذي لي، وجاء الرجل الذي بعثوا معه، فقالوا له: ويحك ماذا رأيت؟ فقال: عجبًا من العجب «٢»، والله إلا أن ضرب عليه بابه فخرج وما معه روحه فقال: أعط هذا الرجل حقه، قال: نعم لا يبرح حتى أخرج إليه حقه، فدخل فأخرج إليه حقه فأعطاه إياه؛ ثم لم يلبث أن جاء أبو جهل فقالوا له: ويلك ما لك فو الله ما رأينا مثل ما صنعت؟! قال: ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب على بابي وسمعت صوته فملئت رعبًا ثم خرجت إليه وإن فوق رأسي لفحل من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيايه لفحل قط، والله لو أبيت لأكلني.

(١) في حاشية ع: وفي رواية: ماذا يقول. (٢) في الروض: ٢/ ١٣٣- ١٣٤ «ما هو إلا» .

1 / 196