Sinima Wa Falsafa
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Noocyada
الدرس الأهم الذي علينا تعلمه من التفسير الأفلاطوني لا يرجع بالضرورة إلى أفلاطون أو حتى إلى نيو. فكما لاحظنا، كان أفلاطون متفائلا تفاؤلا عظيما حيال قدرة التأمل الفلسفي على تحريرنا من كهف الجهل وكشف الحقيقة المطلقة لنا. أما «ثلاثية المصفوفة» فتجعلنا نتوقف ونعيد النظر في ذلك التفاؤل. على أي أساس يمكننا الوثوق في أن تلك الحقيقية المطلقة هي شيء في وسعنا معرفته؟ هل أفضل ما أنتجناه من علم يمنحنا صورة كاملة ودقيقة لطبيعة الأشياء، أم لا يمنح سوى صورة سطحية وناقصة لبعض جوانب العالم؟ (لقد ثبت خطأ نظريات علمية ماضية، فلماذا نعتقد أن النظريات الحالية ستسفر عن نتائج أفضل؟ ولماذا نعتقد أن أي نظرية مستقبلية ستحقق نتائج أفضل؟) ربما كان العالم أعمق وأكثر غموضا بكثير مما يبدو، ربما يكون الموقف الأكثر عقلانية حيال معرفة الحقيقة المطلقة موقفا تشككيا؛ فنحن لن نعرف أننا نملك هذه المعرفة حتى لو كانت لدينا.
نضيف ها هنا فكرة أخرى إلى هذه الأفكار. إن قدرتنا على ابتداع المفاهيم وصياغة النظريات وملاحظة الظواهر، نستمدها من الأداء الوظيفي لأدمغتنا، الذي تطور لأداء بعض المهام البسيطة للغاية؛ كتتبع من يمتون لنا بصلة، وتحديد أماكن الطعام، ومعرفة من قد نستطيع ممارسة الجنس معه، وغيرها من المهام. هل من المنطقي افتراض أن دماغا تطورت للتعامل مع مشكلات وفرص الرئيسيات الاجتماعية تتمتع بالقدرات المناسبة لفهم طبيعة الحقيقة المطلقة؟ ماذا يدفعنا للتفكير في هذا الافتراض؟ إن كوننا عالقين داخل مصفوفة أمر مستحيل تقريبا. فهل من المنطقي على الإطلاق افتراض أننا عالقون في مسرحية تتمحور حبكتها في المقام الأول حولنا؟ رغم ذلك ربما نكون بالفعل عالقين داخل شيء ما، لا نملك أدنى فكرة عن طبيعته. وطبيعته لا يمكننا معرفة أي شيء عنها على الإطلاق. ربما كان العالم منطقيا، لكنه لن يبدو منطقيا لنا أبدا. لخص عالم الأحياء العظيم جيه بي إس هالدان (1930: 286) هذه الفكرة تلخيصا دقيقا حقا حيث قال:
لا شك لدي في أن واقع المستقبل سيكون أكثر إدهاشا بمراحل من أي شيء يمكنني تخيله. لكنني أشك حاليا في أن الكون ليس أغرب مما نفترض فحسب، بل أغرب مما نستطيع افتراضه.
أسئلة
هل يهمك ما إذا كانت تجاربك حقيقية أم لا، وإذا كنت مهتما بأمر كهذا، فما السبب؟
هل توجد «عوالم واقعية» أخرى ربما تكون أفضل من واقعك، لأي عدد من الأسباب؟ هل يعتبر اختيار هذا البديل رغم ذلك تصرفا غير عقلاني؟
قدمنا في هذا الفصل مصطلحي «الإقصائية» و«الاختزالية». يتبنى التفسير الديكارتي وجهة النظر الإقصائية حيال الأشياء داخل المصفوفة، بينما يتبنى التفسير الواقعي وجهة النظر الاختزالية في التعامل معها. ما رأي التفسير الأفلاطوني في وجهتي النظر هاتين؟
ذكرنا في هذا الفصل أن «مفتاح فهم التفكير داخل المصفوفة هو تأمل مضمون المعتقدات. ما الذي تتمركز حوله معتقدات المرء؟ كيف تكتسب المعتقدات مضمونها؟ من أين يأتي هذا المضمون؟» لماذا تعتبر هذه النقلة في غاية الأهمية؟ كيف تثبت أن المعتقدات العادية لدى مواطني المصفوفة هي معتقدات صحيحة؟ هل تثبت أنها صحيحة؟ ما الافتراضات التي يطرحها التفسير الديكارتي وتؤدي إلى الاستنتاج المعاكس؟
فضاء المصفوفة لا يشبه الفضاء. وأشياء المصفوفة ليست كالأشياء؛ لأنها لا تتمتع بخصائص تشبه خصائص الفضاء، ولأنها لا تتمتع بوجود منفصل. عندما يفكر مواطنو المصفوفة في حمل شيء ما، ملعقة مثلا، فهم يستنتجون خطأ أنه شيء. هم يعتقدون أنه يوجد في فضاء (في حين أنه لا يوجد). يعتقدون أنه يتمتع بخصائص مكانية (لا يتمتع بها). هم يعتقدون أن له وزنا (ليس له وزن، إنه مجرد هيكل معلوماتي، يوجد في أجزاء متنوعة من الكمبيوتر في أوقات مختلفة؛ إنه ليس حزمة منفصلة من شرائح السيليكون على سبيل المثال؛ ولذلك لا وزن له). إلى أي مدى تبدو هذه الحجة منطقية؟ ربما يكون التفسير الديكارتي للمصفوفة صحيحا رغم كل شيء؟
في هذا الفصل قارنا بين طريقتين للزعم القائل بأن للواقعية درجات، فتوجد الواقعية الناتجة عن الأصالة، والواقعية المعتمدة على النظرية (حيث يعتبر الشيء أكثر واقعية من شيء آخر إذا كانت النظرية التي تقترحه أدق وأكثر اكتمالا من النظرية التي تقترح الشيء الآخر؛ ومن ثم الكأس أقل واقعية من الإلكترون). هل يجسد أي من هاتين الرؤيتين صورة مقبولة بديهيا للكيفية التي يصبح بها شيء ما أكثر واقعية من شيء آخر؟ هل للواقعية درجات؟ أم هل الواقعية لا تختلف في شيء عن الوجود؟
Bog aan la aqoon