وكان كالحسن البصري في ورع
إذا تضمخ محزون بتربته
وأما ذكرك من ألحدة فهو الفقيه الفاضل يعقوب بن هبة القلوة، وهورجل من حملة الكتاب العزيز، له تقوى ودين، ويقين متين.
أخبرني أنه لما كشف وجه الفقيه (إبراهيم)(1) عن الكفن وجد وجهه كأنه قطعة النور والسراج المستنير شيئا لم يره في ميت قبله رحمة الله عليه، وأعاد من بركاته.
(وأما)(2) ما رسمه سيدي، أيده الله تعالى (من)(3) أني أنشئ فيه قصيدة أذكر فيها فضله- وأعزي بها إخوانه وأهله، فأمرك مطاع، ومخالفتك لا تستطاع، فسوف أعمل فيها الفكرة، وأخرجها على أسلوب عجيب وسلك غريب إن شاء الله تعالى، لكني أقدم قبل ذلك كلاما ليكون للقصيدة إماما:
إخواني، [لا تخطبوا الدنيا فإنها عن قريب ترفض خاطبها](4)، ولا تعجبوا بزينتها فإنها عن وشيك تسلب زينتها وتسترد محاسنها، ومتى راقكم زبرج زخارفها وأعذبكم زبرج مخارفها فانظروا إلى من كانت له أكثر رياقة؛ وأسلس سياقه، وأسحم نوءا(5) وأزهر ضوءا؛ تمقضضوها(6) أياما يسيرة، وصحبوها أعواما قصيرة؛ ثم فاجأهم ملك الموت بوجه لايرحم صغيرا فيؤخر له أباه، (ولا يعظم)(7) كبيرا فيمهله حتى يتزود لعقباه.
هيهات.. مأمور يقبض النفس ولو كثر حولها الضجيج، ومرسل ينزع الروح ولو عظم من أهلها النشيج، ولو رحم والدا لفضله أو ولدا لشرف محله لأحجم عن قبض روح سيد الثقلين حين حضر به أحتضاره، ثم سبطيه الحسنين، وهو يمسح ببرده عرق الجبين، ويراوح في المد بين الشمال واليمين.
هيهات.. عبد أمر فأطاع، ولم يكن لعمر أحد بقطاع.
Bogga 306