ثم إخواني، إلى متى هذا الغلاط، ومتى نرتفع عن هذا الانحطاط، ومتى نقبل إلى الآخرة بنشاط، إن مالكنا ومالك يوم الدين يدعونا لنقف على أرائكه ويقطعنا جزءا من ملكه، ويكرمنا على مائدته: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة:186].
إخواني، قطع بنا والهفاه أجبنا الخسيس العدو الراصد، وغفلنا عن الصمد الرحيم الواحد، تمسكنا بالقاذورات والقذارات، والرذاذات من الدنية التي هي أم الخطيئات وعدوة الله وعدوة أوليائه، واشتغلنا بكل سيء خسيس، وغفلنا عن كل خطير ونفيس. اللهم، احينا من هذه الموتة، وانقذنا من هذه الغرقة، واكشف عن قلوبنا أغطية جهل معرفة حقوقك[يا كريم] (1).
الخبر الثامن: منقول من الشفاء بتعريف حقوق المصطفى)، قال علي
عليه السلام: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سنته فقال: ((المعرفة رأس مالي، والعقل أصل د يني، والحب أساسي، والشوق مركبي، وذكر الله أنيسي، والثقة كنزي، والحزن رفيقي، والعلم سلاحي، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، والفقر فخري، والزهد حرفتي، واليقين قوتي، والصدق شفيعي، والطاعة حسبي، والجهادخلقي، وقرة عيني في الصلاة)). اللهم احينا على سنته [وأمتنا على ملته، وأدخلنا في شفاعته، وصل عليه وعلى آله وصحبه وأسرته](2).
الخبر التاسع: قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ثلاث من كن فيه استكمل إيمانه: لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرائي بشيء من عمله، وإذا عرض له أمران أحدهما للدنيا والآخر(3) للآخرة آثر الآخرة على الدنيا))(4).
Bogga 21