142

Xidhiidhka Walaalaha

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

Noocyada

الثالث(1):أن (يتحرز) (2) ويعد له فهذا هو السعيد، فإن قيل: كيف لا يختار العقلاء مع كمال عقولهم (طريق) (3) السعادة ؟ قلت: منعهم بل أعماهم حب الهوى وطول الأمل، [وحقيقة الأمر المهلك أنه حب الدنيا كما قال -صلى الله عليه وآله وسلم-:((حب الدنيا رأس كل خطيئة))(4)](5)، ولقد تكلم العلماء في ذلك كلاما، وعرفوا أن الخطأيا من حب الدنيا، فإن قلت: فما الدنيا؟ قلت: قد قيل فيها معان كثيرة لكن الذي يليق بالحال أن نقول: الدنيا ما بعدك عن مراد الله وعن الأفضل مما يريده، فإن قيل: وما مراد الله والأفضل؟ قلت: الطاعات كلها (مراد الله)(6)، لكن بعضها أفضل من بعض، والأفضل يختلف بالأزمان والأشخاص والأحوال والأفعال وغير ذلك من القرائن التي لا حصر لها، والبعد عن الأفضل نقص، فإن قيل: فبما أخرج حب الدنيا (عن) (7) قلبي؟ قلت: بمعرفة آفاتها ووخيم عواقبها، مع أن التكليف لم يرد بإزالة شهوة الشيء عن القلب لكن بالصبر عنه، والكف وسياسة النفس حتى يرجع المشتهى مكروها، وتكون الرغبة والشهوة في الأمور النافعة لا الضارة - بعون الله- فإن قلت: فبم أصل إلى ذلك؟ قلت: تصل -إن شاء الله تعالى- بقطع ثلاث عقبات، نذكرها على سبيل الجملة -إن شاء الله تعالى-:

الأولى: عقبة الصبر، وهي الصبر على (القيام) (1) بالواجبات، واجتناب المقبحات، وعلي ما آتاك من الامتحانات من قبل الله تعالى أو من الخلق، ومجاهدة النفس علي ذلك أولا فإنه يعود من بعد ذلك رضاء الله خالصا بعون الله تعالى.

العقبة الثانية: عقبة الزهد، فتزهد أولا في الشبهات، ثم في الحلال، ثم في كل شيء إلا الله، فإذا لم يبق في القلب إلا الله فذلك غاية السعادة، ولكن بثلاثة شروط:

الأول: التزام الطاعة والشريعة.

الثاني: أن لا تكره الدنيا ولا تحبها فإن ذلك شغل وغرور.

الثالث: أن لا تعلق قلبك بذات الله على الحقيقة بمعنى التصور والتكييف فإن من نظر في الذات ألحد، ومن نظر في المخلوقات وحد، لكن على سبيل التعظيم له، والامتثال لأمره، والاستعانة به، والحاجة إليه في كل حال.

Bogga 214