ومن كتاب كتبه (ع) يعاتب فيه نفسه الكريمة، وهو من أنفس الكتب، وأغزرها لغة ، وعلما، وحجة، وحكما: يا محمد، منيت من أبناء دهرك بالأمرين، وبليت منهم بالأطودين والأقورين، وكنت في علاجهم كالفرس الأشقر إن يتقدم ينحر أويتأخر يعقر، شغلوك عن خويصة نفسك، واهتبلت(1) بقولهم في سعدك، ونحسك، وسعد قولهم في الحقيقة منحوس مبخوس، ونحسه في حقك لو (تنطست) (2) مانوس مرغوس (3)، فهل لك في ترك نفاقهم بنبذ وفاقهم، وفي الخلاص من رباقهم واسترقاقهم باطراح رقراقهم، (ومباينة رقاقهم) (4)ألا نظرت (إلى) (5) رميهم لك بالشكاسة والكزازة (6)، وتفكرت في نهوض أحدهم عنك (بملء) (7) الصدر من الحزازة، يتألى على الله في صيور أمرك، وتعجب الحاضر والبادي بدخيله صدرك (و) (8) يفتن في الأحاديث، كحاطب الليل، ويستن في الأكاذيب كعاير(9) الخيل، كما قال:جار الله العلامة، ملقيا أسباب الفتن بين يدي افتتانه، محلقا في (الأدب) (10) والسنن، (ورأي استبانه) (11) لا يدفع من صدره دافع، ولا يزعه من حق وازع، ولا يزعه من عرق حق نازع، يأكل لحم أخيه (بالنقيصة) (12) والثلب ، ويلغ (في) (13) دمه الحرام ولوغ الكلب، ويصوت ويصعد في تمزيق فروته، ويقوم ويقعد في قرع مروته، ويخلط ذلك باستهزاء متتابع واستغراب متدافع.
Bogga 187