عبثا تحاول ذلك، فإذا كانت الحكومة تخاف أن تحاكم عبد الحميد - إذا كانت الأمة تخاف أن تقتل عبد الحميد - فلست أنا الآن من هذه الأمة ولا من تلك الحكومة، أنا خارج الشرع يا عبد الحميد، أنا تحت القوانين والأنظمة، بل أنا الآن فوقها، أنا فوقها؛ لأنني مجرم سلاحي الحق، أنا رجل أثيم حقير يا مولاي جئت الآن أغمس سيفي في دم سلطان المجرمين.
عبد الحميد :
إلي! إلي! خنقوني، قتلوني.
حيدر :
ادخلوا، ادخلوا! تعالوا أيها المجرمون الصغار، واغمسوا أيديكم في دم هذا المجرم الكبير. (يدخل السجناء كالأشباح في قمصان سوداء، فتعلوا الضجة صراخ عبد الحميد، وتنطفئ أنوار المسرح، فتتوارى إذ ذاك الأشباح وتزول الضوضاء.)
عبد الحميد :
أواه، أواه! آه! خنقوني، قتلوني.
المشهد الثالث
الغرفة نفسها وقد أنيرت بالشموع. عبد الحميد جالس على الديوان غارق من الخوف بين الحشايا كأنه يحاول أن يخفي نفسه مما تراءى له من الأشباح، وابنه ونعمت جالسان بين يديه.
بدر الدين :
Bog aan la aqoon