محمود :
لك أن تذهب حيث تشاء بعد أن تصير حرا، لعنة الله على كل جبان. اسمعوا أيها الإخوان: إذا عدتم بعد أن تصيروا أحرارا إلى حرفتكم الشريفة؛ فأحسنوا القتل، القتل! وإلا فلا! افتكوا ولا تصغوا إلى ما يسميه الأتقياء صوت الضمير، اقتلوا ولا تعيروا أذنكم إلى ما يدعوه الشعراء المغرورون صوت أطفال القلوب، كونوا من الفاتكين، من الشجعان، ولا تندموا في الصباح على ما ترهق خناجركم من الدم في الليل. لكم متى صرتم أحرارا أحد أمرين: فإما أن تهتدوا وتصلحوا حالكم؛ فتصيروا مؤذنين وقارئين ومعلمي أولاد، وإما أن تضربوا في الأرض وتفتكوا في الناس؛ فتصيروا من كبار السفاكين المشهورين المحترمين؛ إذ ذاك تهابكم الأمة، وتكرمكم الحكومة، وإذا سقط نجمكم في نهاية أمركم، وانتصرت الإنسانية عليكم أو العبودية، فتسجنكم الأمة في القصور الفخمة لا في الأكواخ المنتنة المظلمة، وتصرف عليكم من الأموال في الشهر ما يكفي الواحد منا طول حياته!
سليمان :
وهل يصرفون هذه الأموال على عبد الحميد الآن؟
محمود :
وهل يكتفون بها؟ ألا تحسب أجرة القصر، وأجرة الحرس، وأجرة الخدم والخصيان؟
خورشيد :
ولم الخصيان؟
محمود :
لأن الحكومة المحترمة الرقيقة القلب ما أحبت أن تحرمه حريمه؛ فأذنت له باثنتي عشرة امرأة يقمن معه في القصر.
Bog aan la aqoon