المستبدون:
فؤاد وإسماعيل صدقي ومن انضم إليهما.
المستعمرون:
الإنجليز.
الرجعيون:
الذين لا يأخذون بالآراء العصرية ولا يدركون قيمة الصناعات العصرية التي هي علة التفوق الأوروبي على الشرقيين، ولا علة غيرها.
فأما المستبدون فقد كافحتهم على صفحات المصري كفاحا مريرا، ثم بعد تعطيل المصري ثابرت على الكفاح في نحو اثنتي عشرة مجلة أسبوعية، كنا نستأجرها من أصحابها ونصدرها في صورة مجلة «المصري» ورسمه، إلى أن أصدر إسماعيل صدقي قانونا جديدا للصحافة وقفنا عن هذا النشاط، وذلك في 1931.
وأذكر أني كتبت في مجلة «المصري» بتاريخ 4 ديسمبر مقالا افتتاحيا بعنوان «تربية الملوك»، يفهم منه القارئ أنه موجه إلى «فؤاد» الملك وقتئذ، وصفت فيه الخديو إسماعيل ثم الخديو توفيق بأنها كانت تنقصها التربية، وبرهان ذلك أن الأول عمد إلى خمسة أو ستة من المجرمين، الذين لم تستطيع محكمة إثبات ما اتهموا به، فدس لهم السم في السجن، فماتوا.
وذكرت توفيق بأنه كان يقف على سطح قصره بالإسكندرية ليرى ضرب الإنجليز للإسكندرية، فكان يفرح ويهلل كلما أصابت إحدى قنابل أسطولهم منازل المدينة. وإليك بعض الكلمات التي وردت بالمقال: ... وقد رأينا في تاريخنا الماضي كيف توفيق باشا آثر دخول الإنجليز مصر وخيانة الوطن على أن يقسر نفسه أو يذللها للروح الدستورية ويخضع لمجلس النواب الذي اختارته الأمة، ولو أن هذا الرجل كانت قد أحسنت تربيته منذ الصغر، وأنشأه أبوه على الإقلاع عن طبيعة الاستبداد والتطبع بالروح الدستورية، لما جنينا كل هذا الذي جنيناه من المصائب. ... وقد ذكرت الصحف كيف أن إسماعيل باشا الخديو كان يأمر أحد المديرين بتسميم المتهمين بالإستركنين كما تسمم الكلاب الضالة الآن، وهذا العمل هو على فظاعته ليس إلا نتيجة هذه الطبيعية الاستبدادية التي نشأ عليها إسماعيل، حتى إنه لم يكن يستطيع أن يروض نفسه على الصبر ومحاكمة المتهمين أمام المحاكم؛ لأن استبداده كان يدفعه إلى التعجيل بالقضاء عليهم، وكل أمة في العالم كائنة ما كانت تسمح للملك المتولي الحكم عليها أن يستبد بها، جديرة بأن تجد منه مثلما وجدنا من توفيق أو إسماعيل: الأول ينضم إلى العدو على البلاد، والثاني يستخدم رجال يسمون الناس بالإستركنين.
ونشرت خمس صور لخمسة ملوك مخلوعين، وقلت إن السبب لخلعهم أنهم لم ينزلوا على إرادة الشعوب، وكان الهدف المقصود واضحا، ولو بالبناء للمجهول.
Bog aan la aqoon