68

Siddiqa Bint Siddiq

الصديقة بنت الصديق

Noocyada

وهذا في جملته هو قوام الحقوق بين الجنسين.

ولكنها على ذكائها وعلمها، وعلى أنها في بيت الرئاسة نشأت وفي بيت الرئاسة عاشت، وأنها تعودت أن يؤبه لها وتسمع كلمتها، قد تحولت بها طوارئ العصر إلى السياسة العامة، فكانت فيها طوعا لأواصر البيت ودواعي المودة والنفور التي توحيها، ولم تكن مثلا يقتدى به في توجيه الأمور العامة كما كانت مثلا للنساء كافة وهي ربة بيتها وشريكة زوجها.

بل هي قد كانت أول مثل يستشهد به المستشهد على صواب الحقوق التي عرفها الإسلام للنساء:

ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة .

فلم تأت العصور بعد ذلك بإنصاف للمرأة أصوب من هذا الإنصاف. فليس المهم أن تساوي الرجل في كل شيء وأن يكون لها مثل حقوقه ومثل واجباته؛ لأن المماثلة مع الاختلاف ليست هي الصواب، وليست هي الإنصاف.

ولكن المهم أن تكون حقوقها مساوية لواجباتها، وأن يكون لها مثل ما عليها، وألا تظلم في حياتها الخاصة والعامة شيئا، ولا يفوتها عمل تصلح له، وتحسن أداءه، وتغني فيه غناء الرجل ولا يغني فيه الرجل غناءها.

وقوام ذلك كله أنهن:

لهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة .

وهي الدرجة التي ينفرد بها الرجال حيث تبطل المشاركة في الملكات والأعمال.

وإنما كان هذا قوام الإنصاف في حقوق الجنسين؛ لأنه حكم قائم على الواقع الذي لا يتغير اليوم، ولم يتغير قط، ولن يتغير في الغد مهما تتغير أحكام الشرائع وأقاويل أصحاب الأقوال والآراء.

Bog aan la aqoon