تثبت سيبويه في اختيار شواهد كتابه حتى ليقال إنها أصح شواهد، وقد انتقد بعضهم بعض شواهده، فالمبرد في كامله يقول: وقد روى سيبويه بيتين محمولين على الضرورة، كلاهما مصنوع، وليس أحد من النحويين المفتشين يجيز مثل هذا في الضرورة، والبيت الأول هو:
هم القائلون الخير والآمرونه
إذا ما خشوا يوما من الأمر معظما
والثاني:
ولم يرتفق والناس محتضرونه
جميعا، وأيدي المعتفين رواهقه
والبيتان مذكوران في الجزء الأول من كتاب سيبويه في باب إعمال اسم الفاعل، وقد رجعت إليهما، فوجدت سيبويه يقول: واعلم أن حذف النون والتنوين لازم مع علامة المضمر غير المنفصل ... وقد جاء في الشعر، فزعموا أنه مصنوع، ثم أورد البيتين المذكورين، فسيبويه يخبر كذلك أنهما مصنوعان، فلا وجه لاعتراض المبرد عليه.
وروى أيضا أن سيبويه سأل اللاحقي: هل تحفظ للعرب شاهدا على إعمال فعل؟ قال اللاحقي: فوضعت له هذا البيت:
حذر أمورا لا تضير، وآمن
ما ليس منجيه من الأعداء
Bog aan la aqoon