Shuhada Tacassub
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Noocyada
فأطرق لارنودي هنيهة، ثم قال: لقد أسأت استقبالك في هذا المساء يا مسيو بلترو، ولم أكن أعرفك بعد، فأطلب منك صفحا، وهات يدك! قال: إليك يدي! قال: لا بد من أسباب خطيرة تحملك على كره الدوق دي جيز.
أجابه: إنه عدو بلادي ومذهبي الديني، فأنا لذلك أكرهه.
قال: أما من سبب شخصي يحملك على كرهه؟
أجاب: لا.
قال: وما رأيك فيما لو كان الدوق دي جيز سببا في مقتل واحد من أقربائك أو امرأة حبيبة إليك؟
أجاب: إذن لكنت أقسم على أنه لا ينجو من يدي.
قال: أصغ إلي يا مسيو بلترو. إني أجهل ما خبأته لي الأقدار، ولكن إذا فاجأني الموت فهل تنتقم لي كما لو كنت قريبك، وهل تقسم لي على ذلك؟
فنظر بلترو إلى لارنودي مليا، ثم أجابه: أقسم لك؛ لأنك أول شريف من البلاط رضي بأن يرى أني غير جاسوس.
ثم افترق الثلاثة فسلك بلترو طريق إنجر وسار لارنودي مع لافين، وكان هذا كاتم سره، في طريق مانس بعد أن ألقى إلى نيكول بكيس مملوء ذهبا، وقال له: إذا حدثت أحدا بما رأيت الليلة فاذكر كلامي أنني أكون وسيلة إلى شنقك.
فأجابه نيكول بأنه من أهل الكتمان، وأخذ يعد الدنانير ويدسها في جيبه، وقبل أن ينام في تلك الليلة طفق يحدث نفسه، ويقول: لا جرم أن النار ستضطرم في باريس، وما إخال الدوق دي جيز المسكين إلا مشرفا على العطب؛ لأن هؤلاء المتآمرين أشراف قادرون، ورجال لا يشربون خمرا، ومع ذلك فقد دفعوا إلي ذهبا كثيرا أجرة ليلة صرفوها في فندقي، وجميعهم ميممون باريس مقيمون فيها.
Bog aan la aqoon