Xusuusta Shuhadada Cilmiga iyo Qurbaha
ذكرى شهداء العلم والغربة
Noocyada
ولما أن نجوا منها ليوثا
توخوا بر أوروبا عظاما
هنالك سامهم سيف المنايا
وما وجدوا بقطرهما قواما (8) حفلة التأبين الكبرى لشهداء العلم والوطن بدار المرحوم الأستاذ إسماعيل بك عاصم
رأت السيدة فاطمة هانم حرم الأستاذ المرحوم إسماعيل بك عاصم أن المصاب في شهداء العلم مصاب الأمة بأجمعها، فوزعت رقاع الدعوى على شريفات العقائل وكريمات الأسر وأعدت لهن بهو دارها، فصفت فيها المقاعد وأقامت منصة للخطابة أقيم بجانبها العلم المصري المحبوب منكسا وموسوما بشارة الحداد، وكان في صدر البهو صورة الشهداء الاثني عشر في إطار واحد مكللا بالزهور.
ووقفت اثنتا عشرة تلميذة من تلميذات مدرسة البنات في ناحية من المكان بملابسهن البيضاء وأوشحتهن السوداء، فكن كالحمائم المطوقة وكن يزدن الحفلة جلالا والمكان رهبة وخشوعا.
وما وافت الساعة المضروبة لافتتاح الحفلة حتى غص المكان بالفضليات من عقيلات وزراء مصر وكبرائها وأديباتها وخطيباتها حتى ضاقت بهن الدار على رحبها، وكن لابسات ثياب الحداد، وكان الحزن يعلو وجوههن المشرقة بنور الأمل بمستقبل بلادهن فيزدن جلالا على وقارهن ووقارا على جلالهن، وكانت ربة الدار تقابل المدعوات ويقابلنها بكلمات التعزية. وبعد افتتاح الحفلة بآي الذكر الحكيم قامت حضرة السيدة فاطمة هانم عاصم وألقت هذه الكلمة:
إليكم أقدم رثائي يا أنجما هوت من سماء العلم، وإلى أرواحكم الطاهرة أوجه مقالي يا حبات القلوب، إليكم أبث حزني يا عقدا من الجوهر انتثرت حباته ثم فقدت بين طيات الوجود، وكانت أمكم مصر توشك أن تتحلى به. وعليكم أسكب الدمع الغزير يا باقة من الزهر جمعت من مصر، وكنا نود أن نستنشق شذاها العطر ولكن حال الدهر بين ما نريد، فهناك في بلاد الغربة مع جميل رونقها هصرت كما يهصر الحديد، هناك في بلاد الغربة تدرجوا بالدماء، هناك بعيدا عن أمهم مصر ماتوا غرباء شهداء، فإليك يا مصر نقدم العزاء. ومعكن يا نساء الشرق يحق البكاء، ابكين هذه الوجوه النضرة، انتحبن على هذا الشباب الغض، ذهبوا متضافرين وكلنا آمال برجوعهم سالمين فائزين، وكلهم آمال بانضمامهم إلى رجال العلم العاملين، فإذا بنا وبهم وقد خيب الدهر آمالنا وآمالهم، فتبا لك يا دهر! هلا رحمت شبابهم! هلا أشفقت على آبائهم! وهلا ترأفت بقلوب أمهاتهم! لا هذا ولا ذاك، فتبا لك من غادر خئون! القلوب تتوجع والعيون تدمع وإنا لفقدهم لمحزونون، أقمار هوت وآمال اضمحلت وعلوم قبرت وشباب هصر وأنوار أطفئت ولم يبق منها غير هذه الرسوم التي لا تجيب، اضمحلت منهم الآمال فيا له من يأس قتال!
إني أرى صورهم أمامي فهل يسمعون كلامي؟! نعم، نعم، فأرواحهم بيننا ممتزجة بأرواحنا، فمهلا، مهلا يا روحي يا أليفة الأحزان على من فقدت، لا تسترسلي في أحزانك وأفيقي.
اللهم إني أتوسل إليك أن تلقي علي الصبر لأتحمل بلاء الموت! الموت، الموت، ويالهول الموت! ما أصعبه! كم مزق من قلوب وأدمى من مقل!
Bog aan la aqoon