Sudur al-ʿuqud fi taʾrikh al-ʿuhud
شذور العقود في تأريخ العهود
Noocyada
أحب أن يتبعني فليتبعني، ومن أراد أن ينصرف فليمض مصاحبا عني فما هاهنا سلطان، إنما أنا واحد منكم، فمن تبعني ووهب نفسه لله بمزك رجوت له الجنة والغنيمة، ومن مضى جفت عليه النار والفضيحة . فقالوا له : نحن عبيدك ومهما فعلته تبعناك فافعل ما تريد.
فرمى القرس والثشاب، ولبس السلاح وعقد ذنب فرسه، ففعلوا كذلك، وصاح وصاحوا، وحملوا واقتلوا ساعة أجلث عن هزيمة الكفار؛ فقتل المسلمون ونهبوا، ثم عاد السلطان إلى موضعه فدخل عليه الكهرانى (21، فقال: يا سلطان أحد غلماني قد ذكر أن ملك الروم في أسره، وهذا الغلام كان[قد] (2) غرض على نظام الملك في جملة العسكر فاحتقره وأسقطه، فخوطب في أمره فقال مستهزئا: لعله يجيئنا بملك الروم أسيرا، فكان ذلك.
فاستبعد السلطان ما أخبره به وأحضر غلاما يسمى شادي كان قد مضى دفعات مع الرسل إلى ملك الروم وأمره بمشاهدته ، نمضى وعاد فقال : هو هو . فتقدم فضرب له خيمة ونقله إليها، وقيده ووكل به مائة غلام، وخلع على الذي أسره، وقدمه واستشرحه الحال، فقال: قصدته وما أعرفه وحوله عشرة صبيان من الخدم، فقال لى أحدهم : لا تقتله فإنه الملك، فاسرته .
فتقدم السلطان بإحضاره فأحضر، فضربه السلطان بيده مقارع، ورفسه وقال له : ألم اراسلك [بالهدنة] (3) فأبيت . فقال : ايها السلطان افعل ما تريد ودعني من التوبيخ. فقال : ما تظن أني فاعل بك؟ فقال: إحدى ثلاثة أقاسيم: الأول: نتلي، والثاني: إشهاري في بلادك الذي تحدثت بقصدها وأخذها، والثالث: لا فائدة في ذكره فإنك لا تفعله . قال : ما هو؟ قال: العفو عني وقبول الفدية مني، واصطناعي ورذي إلى ملكي مملوكا لك ونائبا في ملك الروم عنك.
Bogga 268