ملحق رقم 4 ( السكة ) وهى الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بني الناس بطابع حديد ينقش فيه صور أو كلمات مقلوبة ، ويضرب بها على الدينار أو الدرهم فتخرج رسوم تلك النقوش عليها ظاهرة مستقيمة بعد أن يعتبر عيار النقد من ذلك الجنس في خلوصه بالسبك مرة بعد أخرى وبعد تقدير أشخاص الدراهم والدنانير بوزن معني صحيح يصطلاح عليه فيكون المتعامل بها عددا ، وان لم تقدر أشخاصها يكون المتعامل بها وزنا ولفظ السكة كأن اسما للطابع وهى الحديدة المتخذة لذلك ثم نقل الى أثرها وهى النقوش المائلة على الدنانير والدراهم ، ثم نقل الى القيام على ذلك والنظر فى استيفاء حاجاته وشروطه ، وهى الوظيفة ، فصار علما عليها فى عرف الدول . وهى وظيفة ضرورية للملك اذ بها يتميز الخالص من المغشوش بين الناس فى النقود عند المعاملات , ويتقون فى سلامتها الغش بختم السلطان عليها بتلك النقوش المعروفة . وكان ملوك العجم يتخذونها وينقشون فيها تماثيل تكون مخصوصة بها مثل تمثال السلطان لعهدها أو تمثيل حصن أو حيوان أو مصنوع أو غير ذلك ، ولم يزل هذا الآن عند العجم الى آخر أمرهم .
ولما جاء الاسلام أغفل ذلك لسذاجة الدين وبداوة العرب وكانوا يتعاملون بالذهب والفضة وزنا وكانت دنانير الفرس ودراههم بين أيديهم يردونها في معاملتهم الى الوزن ويتصارفون بها بينهم الى أن تفاحش الغش فى الدنانير و الدراهم لغفله الدولة عن ذلك ، وأمر عبد الملك الحجاج على ما نقل, سعيد بن المسيب وأبو الزناد بضرب.
الدراهم وتمييز المغشوش من الخالص وذلك سنة أربع وسبعين وقال
Bogga 36