الْمُقدمَة الثَّالِثَة فِيمَا يتَعَلَّق بِحَدِيث الدَّجَّال لكَونه أَعور
الدَّجَّال لُغَة الْكذَّاب قَالَ ثَعْلَب وَقيل الدَّجَّال المموه يُقَال دجل فلَان إِذا موه ودجل الْحق بباطله أَي غطاه وَحكى ابْن فَارس هَذَا الثَّانِي عَن ثَعْلَب أَيْضا الْمَسِيح قد رُوِيَ فِيهِ الْمَسِيح كَمَا يُقَال فِي الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم بِالْمِيم الْمَفْتُوحَة وَكسر السِّين الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعدهَا حاء مُهْملَة سمي بِهَذَا لِأَنَّهُ مَمْسُوح الْعين أَي مطموسها وَقيل لِأَنَّهُ أَعور والأعور هُوَ الْمَسِيح وَقيل لِأَنَّهُ يمسح الأَرْض وَقت خُرُوجه وَقيل غير ذَلِك وَرُوِيَ فِيهِ المسيخ بِكَسْر الْمِيم وَالسِّين الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة بدل الْحَاء الْمُهْملَة قَالَه غير وَاحِد كَأَنَّهُ اسْم فَاعل من المسخ وَقَالَ بَعضهم أَنه بِفَتْح الْمِيم وَكسر السِّين الْمُهْملَة المخففة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة أخيرا وَمَعْنَاهُ اسْم مفعول من المسخ كَمَا قيل فِي قَتِيل بِمَعْنى مقتول فمسيخ مَعْنَاهُ ممسوخ وَأما مساواته فِي اللَّفْظ الأول للمسيح عِيسَى بن مَرْيَم فَلِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يمسح الأَرْض وَلَكِن ابْن مَرْيَم مسيح هدى والدجال مسيح ضلال وَالْأَحَادِيث فِي ذكر الدَّجَّال فِي كتب
1 / 59