فارس يطعن الكماة جريء ... تحته قارح كلون الغراب
قال ولما قتل شرحبيل قامت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم دون عياله فمنعوهم وحالوا بين الناس وبينهم دفعوا عنهم حتى ألحقوهم بقومهم ومأمنهم ولي ذلك منهم عوف بن شجنة بن الحرث بن عطارد بن عوف بن سعد بن كعب وحشد له فيه رهطه ونهضوا معه فأثنى عليهم في ذلك امرؤ القيس بن حجر ومدحهم به في شعره فقال (من الطويل) :
ألا إن قوما كنتم أمس دونهم ... هم استنفذوا جاراتكم آل غدران
عوير ومن مثل العوير ورهطه ... وأسعد في يوم الهزاهز صفوان
وهي قصيدة معروفة طويلة. وكان أوارة بعد ذلك بزمان كان بني المنذر بن امرئ القيس وبين بكر بن وائل وكان سببه أن تغلب لما أخرجت سلمة بن الحرث عنها التجأ إلى بكر بن وائل كما ذكرناه آنفا فلما صار عند بكر أذعنت له وحشدت عليه وقالوا: ألا يمكنا غيرك فبعث إليهم المنذر يدعوهم إلى طاعته فأبوا ذلك فحلف المنذر اسيرن إليهم فإن فظفر بهم فليذبحهم على قلة جبل أوارة حتى يبلغ الدم الحضيض. وسار إليهم في جموعه فالتقوا بأوراة فاقتتلوا قتالا شديدا وأجلت الواقعة عن هزيمة بكر وأسر يزيد بن شرحبيل الكندي فأمر المنذر بقتله فقتل وقتل في المعركة بشر كثير وأسر المنذر من بكر أسرى كثيرة فأمر بهم فذبحوا على جبل أوارة. وكان ذلك نحو سنة 548م.
وكان لسلمة بن الحرث ولد اسمه قيس فأغار على ذي القرنين المنذر بن النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي فهزمه حتى أدخله الخورنق ومعه ابناه قابوس وعمرو ولم يكن ولد له يومئذ المنذر بن المنذر فجعل إذا غشيه قيس بن سلمة يقول: يا ليت هندا ولدت ثالثا. وهند عمة قيس وهي أم ولد المنذر. فمكث ذو القرنين حولا ثم أغار عليهم بذات الشقوق فأصاب منهم اثني عشر شابا من بني حجر بن عمرو كانوا يتصيدون وأفلت امرؤ القيس على فرس شقراء فطلبه القوم كلهم فلم يقدروا عليه. وقد المنذر الحيرة بالفتية فحبسهم بالقصر الأبيض شهرين ثم أرسل إليهم أن يؤتى بهم فخشي أن لا يؤتى بهم حتى يؤخذوا من رسله فأرسل إليهم أاضربوا أعناقهم حيث ما أتاكم الرسول. فأتاهم الرسول
Bogga 4