Gabayaaga Kiristaanka
شعراء النصرانية
Daabacaha
مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت
Sanadka Daabacaadda
1890 م
Noocyada
فقال يعقوب خاصة: فبينا حاتم يوما بعد أن أنهب ماله وهو نائم إذ انتبه وإذا حوله مائتا بعير أو نحوها تجول ويحطم بعضها بعضا فساقها إلى قومه. فقالوا: يا حاتم ابق على نفسك فقد رزقت مالا ولا تعودن إلى ما كنت عليه من الإسراف. قال: فإنها نهبي بينكم. فانتهبت فأنشأ حاتم يقول (من الطويل) :
تداركني جدي بسفح متالع ... فلا تيأسن ذو قومه أن يغنما
(قال) ولم يزل حاتم على حاله من إطعام الطعام وإنهاب ماله حتى مضى لسبيله. قال ابن الأعرابي : خرج الحكم بن العاصي ومعه عطر يريد الحيرة. وكان بالحيرة سوق يجتمع إليه الناس كل سنة. وكان النعمان بن المنذر قج جعل لبني لأم بن عمرو ربع الطريق طعمة لهم وذلك لأن بنت سعد بن حارثة بن لأم كانت عند النعمان وكانوا اصهاره. فمر الحكم بن أبي العاصي بحاتم بن عبد الله فسأله الجوار في أرض طي حتى يصير إلى الحيرة. فأجاره. ثم أمر حاتم بجزور فنحرت وطبخت أعضاء. فأكلوا ومع حاتم ملحان بن حارثة بن سعد بن الحشرج وهو ابن عمه. فلما فرغوا من الطعام طيبهم الحكم من طيبه ذلك. فمر حاتم بسعد بن حارثة بن لأم وليس مع حاتم من بني أبيه غير ملحان وحاتم على راحته وفرسه تقاد. فأتاه بنو لأم فوضع حاتم سفرته وقال: أطعموا حياكم الله. فقالوا: من هؤلاء معك يا حاتم. قال: هؤلاء جيراني. قال له سعد: فأنت تجير علينا في بلادنا. قال له: أنا ابن عمك وأحق من لم تخفروا ذمته. فقالوا: لست هناك. وأرادوا أن يفضحوه كما فضح عامر بن جوين قبله. فوثبوا إليه فتناول سعد بن حارثة بن لأم حاتما. فأهوى له حاتم بالسيف فأطار أرنبة أنفه ووقع الشر حتى تحاجزوا. فقال حاتم في ذلك (من الطويل) :
وددت وبيت الله لو أن أنفه ... هواء فما مت المخاط عن العظم
ولكنما لاقاه سيف ابن عمه ... فأب ومر السيف منه على الخطم
فقالوا لحاتم: بيننا وبينك سوق الحيرة فنماجدك ونضع الرهن. ففعلوا ووضعوا تسعة أفراس رهنا على يدي رجل من كلب يقال له امرؤ القيس بن عدي ووضع حاتم فرسه. ثم خرجوا حتى انتهوا إلى الحيرة. وسمع بذلك إياس بن قبيصة الطائي فخاف أن يعينهم النعمان بن المنذر ويقويهم بماله وسلطانه للصهر الذي بينهم وبينه. فجمع إياس رهطه من بني حية
Bogga 101