كقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: ”لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله“(1). وقوله: ”إنه لعهد النبي الأمي إلى أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق“(2). وقوله صلى الله عليه وسلم: ”أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي“(3) .
فهذه الأمور ليست من خصائص علي، لكنها من فضائله ومناقبه التي تعرف بها فضيلته، واشتهر رواية أهل السنة لها، ليدفعوا بها قدح من قدح في علي وجعلوه كافرا أو ظالما، من الخوارج وغيرهم.
ومعاوية أيضا لما كان له نصيب من الصحبة والاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصار أقوام يجعلونه كافرا أو فاسقا ويستحلون لعنته ونحو ذلك، احتاج أهل العلم أن يذكروا ما له من الاتصال برسول الله صلى الله عليه وسلم، ليرعى بذلك حق المتصلين برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا القدر لو اجتهد فيه الرجل وأخطأ، لكان خيرا ممن اجتهد في بغضهم وأخطأ، فإن باب الإحسان إلى الناس والعفو عنهم مقدم على باب الإساءة والانتقام، كما في الحديث: ”ادرأوا الحدود بالشبهات“(1). فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة.
Bogga 67