Shubuhat al-Qur'aniyyin Hawla al-Sunnah al-Nabawiyyah
شبهات القرآنيين حول السنة النبوية
Daabacaha
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Noocyada
﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء:٦٥) .
من أن الزبير بن العوام ﵁ اختصم ورجل من أصحاب رسول الله ﷺ لعله حاطب بن أبي بلتعة ﵁ فحكم رسول الله ﷺ للزبير أن يسقي زرعه أولًا، ثم يرسل الماء إلى صاحبه، فغضب الرجل وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟. أي حكمت له بسبب أنه ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله ﷺ وأنزل الله - تعالى - الآية في ذلك (١) .
لكن هذه الحالات شاذة ولا تذكر في معرض التأريخ لمنكري سنة رسول الله ﷺ وذلك لأمرين: لشذوذها وندرتها، ثم لعودة أصحابها إلى الحق سريعًا وانقضاء أثرها.
أما إنكار السنة على هيئة مؤثرة، وعلى أيدي طوائف لها ذكرها في التاريخ، فقد بدأت على أيدي الخوارج والشيعة، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمين وبخاصة من المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة، كالنظام الذي كان " شاطرًا من الشطار، يغدو على سكر ويروح على سكر ويبيت على جرائرها، ويدخل في الأدناس والفواحش، وهو القائل:
ما زلت آخذ روح الزق في لطف ... وأستبيح دما من غير مجروح
حتى انثنيت ولي روحان في جسدي ... والزق مطرَح جسما بلا روح (٢)
_________
(١) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون) ١٧/١٢٠، برقم ٤٥٨٥.
(٢) تأويل مختلف الحديث: ابن قتيبة: ١٥.
1 / 22