Shu'ab al-Iman

Al-Bayhaqi d. 458 AH
87

Shu'ab al-Iman

شعب الإيمان - ط الرشد

Baare

مختار أحمد الندوي [ت ١٤٢٨ هـ]، صاحب الدار السلفية ببومباي - الهند

Daabacaha

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Noocyada

واحد منهما قول يتردد بين أن يطاع قائله وبين أن يعصى فمن سمع خبرا فلم يستشعر في نفسه جوازَ أن يكون كذبا واعتقد أنه حق وصدق فكأنما آمن (^١) نفسه باعتقاد ما أعتقد فيما سمع من أن يكون مكذوبا أو ملبسا عليه، ومن سمع أمرا أو نهيا فاعتقد الطاعة له فكأنما آمن نفسه باعتقاد ما اعتقد فيما سمع من أن يكون مظلوما أو مستسخرا (^٢) أو محمولا على ما لا يلزمه قبوله والانقياد له، فمن ذهب إلى هذا أنزل قول القائل: أمنت بكذا. والمراد آمنت نفسي، منزلة قولهم (^٣) وطنت (^٤) نفسي أو حملت نفسي على كذا أو يكون تركهم ذكر النفس في قولهم: "آمنت" اختصارا لكثرة الاستعمال كما يقال: بسم الله بمعنى بدأت أو: أبدأ بسم الله. قال (^٥): وفيه وجه آخر: وهو أن يكون معنى آمنت أي آمنت مخبري أو الداعي لي من التكذيب (^٦) والخلاف بما صرحت له به من التصديق والوفاق ثم الإيمان (^٧) الذي يراد به التصديق لا يعدى إلى من يضاف إليه ويلصق به إلا بصلة. وتلك الصلة قد تكون باء وقد تكون لاما وقد ورد الكتاب بكل واحد منهما. فالإيمان (^٨) بالله ﷿ ثناؤه: إثباته والاعتراف بوجوده والإيمان له: القبول عنه والطاعة له. والإيمان بالنبي ﷺ إثباته والاعتراف بنبوته. والإيمان للنبي ﷺ اتباعه وموافقته والطاعة له. ثم إن (^٩) التصديق الذي هو معنى الإيمان بالله وبرسوله منقسم فيكون منه ما يخفى وينكتم وهو الواقع منه بالقلب ويسمى اعتقادا ويكون منه ما ينجلي ويظهر وهو الواقع باللسان ويسمى إقرارا وشهادة، وكذلك الإيمان لله (^١٠)

(^١) في (ن) والمطبوعة "امن في نفسه". (^٢) "مستسخرًا" كذا في الأصل وهو مطابق وفي "المنهاج" واستسخر: استهزأ، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ﴾ (الصافات ٣٧/ ١٤)، وفي المطبوعة: "متحسرًا" أي متلهفًا، وفي (ن) (مستحسرا" (بالحاء المهملة) وهو استفعال من حسر: إذا أعليى وكلّ. (^٣) في (ن) والطبوعة "قوله". (^٤) في (ن) "وظننت". (^٥) أي الحليمي في "المنهاج" (١/ ١٩). (^٦) في (ن) والمطبوعة "من الكذب". (^٧) راجع "المنهاج" (١/ ٢٠). (^٨) أيضا (١/ ٢١). (^٩) أيضًا (١/ ٢٥). (^١٠) في المطبوعة "بالله" وهو خطا.

1 / 90